شجع هطول الأمطار الأخيرة على محافظة الطائف والأودية والشعاب والمنتزهات التابعة للمحافظة شباب الطائف ومحافظات المنطقة على التوافد على المنتزهات والأودية للاستمتاع بالأجواء الجميلة التي تنعم بها، مما دعاهم إلى تنظيم الرحلات والخروج إلى البر للاستمتاع بأجواء الطبيعة البكر بعيدًا عن صخب المدينة وزحامها، فعلى ضفاف الأودية الجارية بالمياه، وعلى المرتفعات وسفوح الجبال والمسطحات الخضراء يقضون أكثر أوقاتهم في مرح وسعادة والتقاط الصور التذكارية، بالإضافة إلى جلسات التعارف واللقاءات بين مجموعات الشباب، فيما يشبه المنتديات الثقافية والاجتماعية التي يتبادلون من خلالها الآراء، ويتعرفون على أفكارهم المختلفة. «المدينة» التقت عددا من الشباب القادمين من مكةوجدة وعددا من المحافظات القريبة لزيارة زملائهم بجامعة الطائف وفي مكةالمكرمة، حيث التقوا جميعا في إحدى الجلسات بمنتزه جباب بجوار الجبل الأخضر، فيقول عبدالله الحقباني الذي وجدناه منهمكا في إعداد وجبة الغذاء لزملائه: نحن قادمون من وادي الدواسر لزيارة بعض الزملاء والأصدقاء بجامعة الطائف، ومن حسن حظنا أن الجو كان في غاية الروعة، حيث وصلنا إلى هنا قبل يومين وذهبنا إلى مكةالمكرمة لأداء العمرة ثم عدنا الى الطائف، وكان من المفترض ان نعود إلى الوادي لكن روعة الجو جعلتنا نؤجل العودة يومين آخرين. تبادل الأفكار ويضيف فارس الحقباني: نحن اعتدنا على أن نخرج للتنزه في العديد من المواقع التي تتميز بالجمال فالطبيعة الساحرة واعتدال الجو شجعنا على الخروج إلى البر لنقضي أوقات فراغنا في هذه الأماكن التي يتجسد فيها جمال الطبيعة في أروع صوره، بعيدا عن إزعاج المدينة وصخب الشوارع وزحامها، كما أنها فرصة مثالية يستطيع الانسان خلالها أن يجلس إلى نفسه ويراجع حساباته ويفكر فيما يشغله من قضايا، بالإضافة إلى تبادل الأفكار مع الأصدقاء والتعرف على آرائهم وهمومهم وطموحاتهم للمستقبل، فهدوء البر والجمال الذي يميزه يساعد على صفاء الذهن. وقال انني سعيد بتواجد زملائي القادمين من الخرج ومن الوادي ومن جدة إلى ضيافتي بالطائف، وقد استمتعوا بما شاهدوه من الاجواء الجميلة وجريان المياه، فقد زرنا الشفا والردف والهدا، والجميع أشاد بالأجواء، ولكن البعض تضايق من قلة الخدمات المتوفرة في محافظات صغيرة تقل اهمية عن الطائف فدورات المياه معدومة، ولا يوجد مصلى، وجلوسنا هنا بالقرب من مسجد وادي محرم حتى نستطيع ان نصلي وأيضا أن نذهب إلى دورات المياه. ويقول شداد القحطاني: إن الخروج في تلك الأجواء الساحرة متعة حقيقية، فالطائف من المحافظات الجميلة والجميع يتوجه إليها كل عام لقربها من مكة ولأجوائها الجميلة وسهولة الوصول إلى المنتزهات، إلا أنه ينقصها بعض الخدمات واهمها دورات المياه والمصليات، وإن وجدت فهي سيئة جدا، أو تنعدم فيها المياه والإنارة. ممارسة الهوايات ويقول محمد المشعلي ومران الدوسري وعبدالله العجمي من مدينة الخرج: نحن نزور زملاء لنا بالطائف، ونسعد بالأجواء الساحرة ونجلس معا لنتسامر ونتبادل الأفكار والهوايات. ويشير محمد اليوسف من مكةالمكرمة إلى أن زيارته إلى الطائف كل خميس وأحيانا الجمعة نقضيها في الهدا للاستمتاع بهذه الأجواء الجميلة، خاصة بعد هطول الأمطار لما لها من تنفيس عنا والترويح والالتقاء ببعض الأقارب بالطائف. وقال: إن تلك الاجواء الجميلة ليست بغريبة على الطائف، ولكن الغريب ان الاهتمام قليل، فالآن نشاهد زيادة المسطحات الخضراء ووضع العاب للاطفال في بداية الطريق، لكن دورات المياه والمصليات مفقودة. أما محمد وطارق الجهني من ينبع، التقيناهما في الشفا فقالا: نحن نعتبر من سكان الطائف، فمحمد موظف هنا، وطارق يأتي دائما للزيارة، ونحن من محبي الشفا، ودائما نقضى أغلب وقتنا في الشفا بعد عودتنا من مكة، ولا ننسى التجول في الهدا والاستمتاع بأجوائها ومناظرها الساحرة. ويقول محمد الحربي ان روعة وجمال الطائف تجعلنا نتوجه إليها ونستمتع بأجوائها، كما نأتي أيضا في مواسم البرد، حيث نمارس هوايتنا بالرسم بالبرد على الأرضيات، حيث فيها متعة وترويح عن النفس، ونقضى فيها أجمل الاوقات.