* فتاة شابة خريجة كلية الصيدلة، تصف في تغريدة لها معاناة خريجي أقسام الصيدلة بقولها: "الصيدلة في السعودية.. باختصار حقوقنا ضائعة". * هكذا تغريدة ليست حالة فردية، بل يجب أن ننظر إليها على أنها معاناة لعدد ليس بالقليل من شبابنا وشاباتنا الذين تعبوا، وسهروا، وجدّوا، واجتهدوا في تخصص من أصعب التخصصات، ومع ذلك، وعند تخرّجهم تبدأ معاناتهم الحقيقية في البحث عن الوظيفة المناسبة. * كنت قد كتبت من قبل عن ما يقارب (700) خريج من المعاهد والكليات الصحية من منطقة الباحة، وعدم وجود وظائف لهم بينما تكتظ الصيدليات الخاصة والأخرى التابعة للمستشفيات الأهلية، وبعض الحكومية بأعداد هائلة من الإخوة المتعاقدين سواء من أبناء العروبة، أو من مناطق أخرى من جنوب وشرق آسيا، وهذا يمثل قمة التناقض والازدواجية. * فهل يعقل أن تكون لدينا "بطالة" في واحد من أهم التخصصات التي نحن في أمسّ الحاجة لها ليس لسنوات مقبلة بل لعشرات السنين؟ ثم أين يذهب شبابنا وشاباتنا المنتمون لهذه التربة المباركة، إن لم يجدوا فيها ما يوفر لهم الوظائف التي تليق بهم، وتتناسب مع تخصصاتهم وتوفر لهم المناخ الذي يمكنهم من خدمة المجتمع ورد جزء من أفضاله؟!. * المؤسف أن بعضًا من ملاك الصيدليات الخاصة والمستشفيات الأهلية يبررون قلة حماسهم لتعيين الصيادلة السعوديين، بعدم وجودهم أصلاً.. أي بمعنى آخر تجد بعضهم يضع إصبعه أمام عينيك، يطالبك بإحضار صيدلي، أو صيدلانية ليس لديهم وظائف، وحين ترشدهم إلى أماكنهم، يتحججون بحجج واهية، ليس لها رأس من قدم!! * معاناة الصيادلة ليست الوحيدة، فهناك أعداد كبيرة من الشباب والشابات ينتظرون في لهفة خدمة وطنهم، وممارسة ما تعلّموه دفعًا لتنميته لكنهم يصطدمون بعقليات تفكر في الربح المادي أولاً وقبل كل شيء، وكأنهم آتون من خارج رحم هذه الأرض المباركة. * ليس هناك من حجة في عدم حل إشكالية بطالة الشباب من الجنسين سوى اللامبالاة، والاسترخاء اللذين يصيبان بعضًا ممّن يملكون القدرة على تغييرها وحلّها جذريًّا. فاكس: 6718388 – جدة تويتر: @Dr_Abdulrahman [email protected]