اتفقت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي على ضرورة تنفيذ البند الأول من خطة المبعوث الأممي المشترك كوفي عنان لوقف العنف وإطلاق النار في سوريا كخطوة رئيسية لتنفيذ باقي العناصر الست الواردة في الخطة والانطلاق إلى المسار السياسي. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور أكمل الدين إحسان اوغلو في ختام مباحثات جرت بينهما اليوم في مقر الجامعة العربية. وأكد العربي أن وقف إطلاق النار في سوريا يعد أمرا أساسيا بالإضافة إلى باقي عناصر خطة عنان ، معربا عن أمله في أن يتوقف العنف في سوريا بشكل كامل وبصفة دائمة عندما يصل عدد كاف من المراقبين الدوليين. وأوضح أن المشكلة السورية لا تحل فقط من خلال وقف إطلاق النار رغم أنه عنصرا أساسيا لأي تحرك سياسي لإيجاد حل للازمة السورية ، مضيفا أن الجامعة العربية أنهت كافة الاستعدادات لاستضافة المؤتمر الموسع لكافة أطياف المعارضة السورية الذي تستضيفه الجامعة العربية في مقرها يومي 16 و17 من شهر مايو الجاري. ولفت العربي إلى أن هذا المؤتمر سيعقد بمشاركة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى الأممالمتحدة وتركيا وتونس باعتبارها قد سبق لهما استضافة مؤتمر أصدقاء سوريا في وقت سابق إلى جانب منظمة التعاون الإسلامي وعدد من الأطراف المعنية. وكشف العربي النقاب عن أن الهدف من المؤتمر هو تنفيذ قرار وزراء الخارجية العرب بعقد هذا الاجتماع لتوحيد رؤى المعارضة السورية ، مؤكدا انه سيتم الإعلان في ختام المؤتمر عن /إعلان سياسي/ للمعارضة السورية يتم تسليمه إلى كوفي عنان لأخذه مباشرة وتسليمه إلى الحكومة السورية ليطلب منها تعيين محاور مع المعارضة السورية للبدء في المسار السياسي. ورفض العربي التعليق على نتائج الانتخابات التشريعية السورية الأخيرة ، وقال: "ملتزمون في الجامعة العربية بتنفيذ قرارات الجامعة العربية" ، معتبرا أن الانتخابات السورية شأنا داخليا لا نعلق عليه. وأضاف أن المحادثات مع اوغلو تناولت الأوضاع في سوريا بالإضافة إلى بحث قضية الأسرى الفلسطينيين ، وأنه تم الاتفاق على القيام بتحرك مشترك لطرح هذه القضية على الأممالمتحدة لكشف الممارسات الإسرائيلية غير الإنسانية ضد الأسرى. وأشار الأمين العام للجامعة العربية إلى أنه التقى في وقت سابق اليوم وفد من الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي والذين تحدثوا عن المأساة غير الإنسانية التي يتعرض لها الأسرى في سجون الاحتلال. وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور أكمل إحسان الدين اوغلو من جانبه على قوة العلاقة مع الجامعة العربية والتنسيق الكامل بين المنظمتين بشأن القضايا التي تهم الأمتين العربية والإسلامية ، موضحا أن هناك تحرك دولي كبير في شأن القضية الفلسطينية وقضية الأسرى سيكون بالتنسيق بين الجانبين. وبين أوغلو أن المحادثات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية تناولت الأوضاع في سوريا وتطورات الأوضاع في السودان وأن وفدا مشترك سيقوم بزيارة إلى السودان وجنوب السودان. وأعرب أوغلو عن انزعاجه الشديد لما آلت إليه الأوضاع في سوريا ، مؤكدا أن المشكلة الأكبر في سوريا تتمثل في عدم وجود توافق دولي حول ما يجب عمله وهناك توافقا دوليا حول ما لا يجب عمله. وأضاف أن هناك تنسيقا كاملا مع الجامعة العربية حيث شاركت المنظمة في البعثة السابقة التي أرسلتها الأممالمتحدة لتقييم الوضع الإنساني في سوريا وظلت هناك لمدة أسبوعين ، ونشرت تقريرا مفصلا حول الوضع والآن نتعاون لإرسال المعونات إلى داخل سوريا والى الحدود المشتركة بين سوريا وكل من تركيا والأردن. وفي الشأن السياسي أكد أوغلو دعم المنظمة الكامل لخطة كوفي عنان وشدد على أن عددا من الدول الأعضاء في المنظمة الإسلامية من آسيا وأفريقيا ستشارك في بعثة المراقبين الدولية كما ستشارك المنظمة في مؤتمر المعارضة السورية الذي تستضيفه الجامعة العربية. وشدد أوغلو على ضرورة وقف العنف في سوريا باعتباره البند الأول في خطة عنان ذي الست نقاط ، وقال انه لا بد من تنفيذ هذه المواد كلها ، ولا يمكن تنفيذها إلا إذا تم وقف العنف وإطلاق النار هناك وهو ما يتم التركيز عليه الآن.