يومًا بعد الآخر يكشف النظام السوري عن عنجهيته وصلفه واستهتاره بحياة السوريين ويراهن على قوى خارجية لحمايته ويدبر مرة بعد الأخرى تفجيرات تسفك دماء الأهالي دونما وازع من أخلاق أو ضمير. لقد طفح الكيل وبلغت الأمور نقطة حرجة، لذا لا بد من إيقاف هذا النظام عند حده؛ لأنه لم يرعوي ويتشبث بالسلطة على إشلاء وجماجم الشهداء وانهار الدماء التي يسيلها وبالرغم من وجود المراقبين فإن دباباته وآليته العسكرية تحصد في الأرواح لا تفرق بين الكبار والصغار والعجائز وكل هذا من أجل أن يبقى بشار في سدّة السلطة. لقد مارس النظام كل أنواع التسويف والمماطلات لكي ينفذ بجلده من الاستحقاقات الدولية والقاضية بوقف أعمال العنف وسحب المعدات العسكرية الثقيلة من المدن وفسح الطريق أمام وصول المعونات الإنسانية للمتضررين في أنحاء سوريا المختلفة والدخول في عملية تسليم السلطة والتحول الديمقراطي لكن النظام اختار تجاوز كل هذه الاستحقاقات والالتفاف حولها بإشاعة الفوضى وتدبير التفجيرات والقيام بأعمال إرهابية تحمل بصماته ثم الادعاء بأن المعارضة هي من قامت بذلك متباكيًا في مجلس الأمن وقاعات الأممالمتحدة. والوضع هكذا لا بد من خطوة جريئة وجادة تتمثل في تصور جديد لإدارة الأزمة؛ لأن السكوت على جرائم نظام بشار سيعتبر من قبل دمشق ضعفًا وعجزًا من النظام الدولي وسيفتح الباب واسعًا أمام آلته العسكرية لتمارس المزيد من القمع والإبادة. والمطلوب الآن إجماع دولي تام بالضغط على بكين وموسكو وإفهامهما أن المسألة ليست "لعبة مصالح وامتيازات ومناطق نفوذ" بل مسألة حياة أو موت بالنسبة لشعب كامل وهذا ما لا يمكن السكوت عليه أو تجاهله وعليهما الاختيار إما مع الإجماع الدولي أو ضده.. إما بالانحياز إلى حقوق الإنسان في الحرية والديمقراطية والعيش الحر الكريم..أو التواطؤ مع هذا النظام الجائر والذي طال الزمن أو قصر سوف ينهار ويبقى الشعب السوري سيد نفسه ومالك قراره.