"سُلافة" ابنة الاثني عشر ربيعًا ذهبت إلى أحد المستشفيات الخاصة برفقة والديها وأخواتها لتطعيم إخوتها، وكانت تعاني من نزلة معوية واستفراغ متواصل وأراد والدها الاطمئنان عليها في قسم الطوارئ باغتنام فرصة وجوده في المستشفى فقامت إحدى الممرضات بإعطائها إبرة أصابتها بالحساسية وأنهت حياتها البريئة بعد أن أصابها حالة من التشنج والرجفة وهي تناجي والدها "بابا ألحقني بموت"، ولم يكن هناك طبيب واحد لينقذ الطفلة من هذا النصيب المحتوم. هل الأخطاء الطبية التي بدأنا نقرأ ونسمع عنها في ازدياد مستمر وباتت تقلق مضاجعنا؟ كم من حالة دخلت بمحض إرادتها من نساء ورجال وأطفال لتلقي العلاج ولا يعلمون قدرهم المحتوم وانتهت حياتهم في لمح البصر بسبب تلك الأخطاء الطبية الناتجة عن الإهمال؟! هل أصبح جُل اهتمامات بعض المستشفيات الخاصة حصد الأموال من المرضى بغض النظر عن جودة خدماتها الطبية التي تقدمها للمريض؟! هل تحولت مهنة الطب النبيلة من علاج السقم وتطبيب الألم إلى التجارة بآلام البشر؟ هل دفع حب المادة بعض الأطباء إلى التنصل من قسمه عند التخرج وأصبح يلهث وراء المادة؟ هل تدني المستوى لمهنة التمريض وافتقار الخبرة لبعض الأطباء يقف وراء تفاقم هذه المشكلة؟! لاشك أن الأخطاء الطبية التي نواجهها في مجتمعنا أكثر بكثير من مثيلاتها في الدول المتقدمة حيث أشارت الإحصائيات الواردة من منظمة الصحة العالمية أن هناك مريضًا من بين عشرة مرضى يتعرض لخطأ طبي، وإني أكاد أجزم أن النسبة لدينا أكبر بكثير. ظاهرة الأخطاء الطبية التي يعاني منها مجتمعنا ما هي إلا نتاج ضعف الكوادر الطبية ببعض المؤسسات الصحية وافتقار الخبرة ومخرجات التعليم.. فهناك حالات صارخة وفشل في النظام الطبي في بعض مستشفيات القطاع الخاص، والعقوبات ليست رادعة مما يزيد من حجم هذه المشكلة. نأمل من وزارة الصحة العمل على وضع خطة واضحة المعالم بعدم استقدام أو تشغيل الجهاز الطبي وجهاز التمريض إلا بمعايير دولية واضحة. همسة: الأطباء السعوديون الذين تخرجوا في جامعاتنا والتحقوا بعد ذلك بجامعات وكليات طبية عالمية للحصول على شهادة الماجستير والدكتوراه أصبحوا واقعًا ملموسًا ومطمئنًا ومفخرة لنا، وآن الأوان أن يحظى قطاع التمريض بنفس الدعم.