* في مباراة الأهلي والهلال الأخيرة والتي أقيمت يوم الاثنين الماضي حدث أن احتسب حكم الراية خطأ على أحد لاعبي فريق الهلال، فما كان من هذا الأخير إلا أن تلفظ بألفاظ بذيئة جدًَا حمدت الله على أن الحكم إيطالي وليس عربيًا ليفهم "الشتيمة" وإلا لكان جزء الملعب القريب من خط التماس لحظة تماس حربية بين الاثنين تشبه شوارع المدن السورية في أيامنا هذه. * مؤسف أن يصل التفكير وطريقة ردود الفعل عند بعض اللاعبين إلى هذا المستوى خاصة إن كانوا من لاعبي أندية مشهورة وعريقة لأنهم أي اللاعبين "نجوم" في أذهان الشباب والناشئة الذين يشكلون الجزء الأكبر من الجماهير الرياضية وتأثيرات اللاعبين وسلوكياتهم عليهم كبيرة جدًا. ولعلنا قرأنا وسمعنا الكثير من العقوبات التي أوقعها المدربون وإدارات الأندية في أوروبا وأمريكا على لاعبين لم يحترموا أخلاقيات الرياضة ليس بهكذا صورة مقززة كما حدث مع لاعب الهلال، بل بأقل من ذلك بكثير مثل ظهوره في مكان عام وفي يده سيجارة أو إقامته لحفل عام على مسبح منزله. * الرياضة قبل أن تكون ممارسة هي أخلاق وسلوك إنساني رفيع ووسيلة من وسائل تهذيب النفس وتعويدها على فضائل عديدة مثل الروح الجماعية، والانتماء، والتعاون، والالتزام، والتنافس الشريف، ولم تكن الرياضة إطلاقًا ميدانًا للسب والشتم والألفاظ النابية. * ما شاهدته يستدعي مطالبة رعاية الشباب إدارات الأندية والاتحادات الرياضية بضرورة إقامة دورات تأهيلية للاعبين في كيفية التعامل مع الانفعالات وتقبل الأخطاء البسيطة سواء من الخصم أو من الحكام أو من الجماهير. كما يستدعي ذلك ضرورة تغيير ذهنية اللاعب وتثقيفه فكريًا ومعرفيًا بمحاضرات وندوات وورش عمل وساعات قراءة إجبارية لخلق ذوات تفكر قبل أن تفعل، وهو ما أجزم أنه سينعكس ليس على مستوى السلوكيات بل وعلى أداء اللاعبين ليكونوا في مستوى اللاعبين المحترفين العالميين الذين يأتون في معظمهم من خلال دوريات المدارس والجامعات ومؤهلين معرفيًا وتربويًا. فاكس: 6718388 – جدة [email protected]