* حقق يوم الأحد الماضي فرنسوا هولاند رئيس الحزب الاشتراكي ما كان متوقعًا من عديد المراقبين، بفوزه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية ليصبح ثاني رئيس اشتراكي لفرنسا بعد فرنسوا ميتران. في عالمنا العربي لم يكن كثيرون يتوقعون أن يحقق هولاند الفوز لعدم معرفتهم به خاصة وأن الرئيس السابق نيكولاي ساركوزي كان نجمًا إعلاميًا إضافة إلى أن كونه يمينيًا ربما يضيف إلى رصيده الانتخابي، في بلد يشهد تصاعدًا في شعبية اليمين بما فيه اليمين المتطرف الذي مثلته في الانتخابات الأخيرة ماري لوبان. * هولاند أو أولاند كما ينطقه الفرنسيون، لم يسبق له ممارسة العمل السياسي من خلال مناصب وزارية أو رئاسية سوى رئاسته للحزب الاشتراكي منذ 1997م ومناصبه الحكومية الرسمية لم تتعد عمدة لمدينته الأصلية تول التي تقع في وسط فرنسا حينما رأسها بين أعوام 2001 - 2008م وهو ما يدفع البعض إلى اعتباره (رخوًا) ومفتقرًا للتجربة السياسية التي تمكنه من إدارة بلد بحجم ومكانة فرنسا. * لكن في دولة ديمقراطية كفرنسا تجربة وشخصية الرئيس، وإن كان لها دور في صبغ السياسة العامة للدولة، غير أن الأكثر تأثيرًا في ذلك هو سياسة الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس.. وكون هولاند اشتراكيًا فبعض المحللين يرون أن السياسة الخارجية لفرنسا تحديدًا ستكون مزيجًا من نقاط القوة التي اتسمت بها السياسة الخارجية الفرنسية في عهد الجنرال شارل ديغول والتوجهات العامة التي صبغت سياسة الرئيس ميتران. * هولاند في أول تصريحاته بعد فوزه وأمام الآلاف من أنصاره في ساحة "لاباستيل" في باريس وضع تصورًا لما ستكون عليه سياسة إدارته الخارجية بقوله: "إن فوزه هو بداية حركة صاعدة في كل أوروبا وربما في العالم، وأن ذلك سيحفز شعوبًا أخرى في أوروبا للتغيير.. وأن عهد التقشف انتهى.. فهناك شعوب تأمل بفضلنا وتتطلع إلينا وتريد منا الانتهاء من التقشف". وفي سياسته الداخلية ركز على عاملين أساسيين هما العدل والشباب واصفًا نفسه بأنه "رئيس الشباب في فرنسا". * الأمل الذي أعاده فوز فرنسوا هولاند بالرئاسة الفرنسية إلى الفرنسيين وإلى الأوروبيين سيدفعهم كما أشارت صحيفة "ليبراسيون"الاشتراكية الفرنسية"إلى الأمام وليس إلى الخلف" فهل يعني هذا أيضًا ربيعًا آخر في أوروبا بعدما أصابتها النكسات الاقتصادية وكادت أن تقضي على وحدتها؟ كثيرون يرون في الاشتراكيين خير من يقود سفينة غارقة في الديون والبطالة، وربما معهم تحدث المعجزة. فاكس: 6718388 – جدة تويتر: @Dr_Abdulrahman