دعي السوريون امس الى انتخاب ممثليهم في «برلمان الاسد» في حين سارعت المعارضة الى وصفها ب»المهزلة» ودعت الى مقاطعتها.وندد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون باجراء هذه الانتخابات فيما اعتبرت واشنطن انها «اقرب الى السخافة». واستمرت اعمال العنف رغم دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ في الاثني عشر من نيسان/ابريل، ووجود عشرات المراقبين الدوليين.وميدانيا، قتل ثلاثة شبان في ريف دير الزور (شرق) في كمين نصبته قوات الامن و»موالون للنظام»، وقتل شخصان في ادلب برصاص الامن، وشخص في ريف حماة، وآخر في حي القصور في حمص برصاص قناصة، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.كذلك، قتل مدني في مدينة الضمير بريف دمشق وفق المرصد الذي تحدث ايضا عن «استشهاد فتاة في بلدة المتاعية بمحافظة درعا متاثرة بجروح اصيبت بها قبل نحو اسبوعين». كما افاد المرصد بسقوط قتلى في قرية قبر فضة بريف حماة، دون ان يتمكن من تحديد عددهم.وقال ناشطون في حماة ان قوات الامن قتلت عددا من الاشخاص من عائلة واحدة في قبر فضة واحرقت جثثهم بعد ذلك. وقال مارتين نيسركي المتحدث باسم بان كى مون «لا شيء سوى حوار واسع وبلا اقصاء يمكن ان يقود الى مستقبل ديموقراطي حقيقي في سوريا»، مضيفا ان «هذه الانتخابات لا تدخل في هذا الاطار».من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر «من غير الممكن تنظيم انتخابات في الوقت الذي يحرم فيه المواطنون من حقوق الانسان الاساسية، وتواصل الحكومة الاعتداء يوميا على شعبها». واضاف تونر ان «اجراء انتخابات تشريعية في مناخ مماثل هو اقرب الى السخافة».وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها عند الساعة السابعة صباحا لاجراء انتخابات يسعى النظام من خلالها الى كسب شيء من المصداقية، بينما اكدت المعارضة ان المشاركة فيها ستقتصر على مؤيدي النظام. ودعت السلطات 14 مليون ناخب في مختلف انحاء البلاد للادلاء بصوتهم واختيار ممثليهم لشغل 250 مقعدا في مجلس الشعب من بين 7195 مرشحا يفترض ان يصادقوا على سلسلة من الاصلاحات التي وعد بها الرئيس.كما دعا المجلس الوطني السوري المعارض، من جهته، السوريين «للاضراب او التظاهر في ساعات الانتخاب للتعبير عن رفضهم لهذه المسرحية».واضاف بيان صادر عن المجلس «بصفاقة قل نظيرها، يدعو النظام السوري لاجراء انتخابات لمجلس الشعب على وقع الرصاص والقذائف من كل نوع وجرائم الابادة والعقوبات الجماعية».واعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية ان الانتخابات التشريعية التي تنظمها دمشق «بمثابة مهزلة شنيعة» وذكرت مجددا بضرورة «انتشار سريع لكافة مراقبي الاممالمتحدة في سوريا».واكد المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو في ندوة صحافية ان «نظام دمشق ينتهك بشكل فاضح قراري مجلس الامن الدولي 2042 و2043 كما اثبت ذلك استمرار القمع الذي خلف اكثر من ثلاثين قتيلا خلال الايام الاخيرة».وتابع ان «الشعب السوري سيستعيد عبر العملية الانتقالية السياسية المنصوص عليها في خطة انان والجامعة العربية، القدرة على تقرير مصيره بحرية». فيما اعربت الصين على لسان المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لاي عن الامل في ان يساهم هذا الاستحقاق «في تعزيز عملية الاصلاح في سوريا والاستجابة للمطالب المحقة بحماية مصالح الشعب السوري». وقال هونغ «نامل ان تعمل الاطراف المعنية في سوريا...على تطبيق كامل لتعهداتها من اجل وقف اطلاق النار وانسحاب القوات»، في اشارة الى خطة انان.وأكد وزير الداخلية السوري محمد ابراهيم الشعار أن انتخابات أعضاء مجلس الشعب «تسير بشكل طبيعي» وأن مراكز الاقتراع تشهد «اقبالا ملحوظا من قبل الناخبين» بحسب ما نقلت عنه وكالة سانا الرسمية.وقالت شهبا كريم (18 عاما) لوكالة فرانس برس لدى خروجها من العازل في مركز الاقتراع في ساحة السبع بحرات وسط دمشق «امل ان تشكل هذه الانتخابات حلا نهائيا للازمة».وفي مشهد مختلف، شهدت مناطق عدة في ادلب (شمال غرب) ودرعا (جنوب) وحماة (وسط) اضرابا عاما احتجاجا على اجراء الانتخابات، اضافة الى بعض احياء العاصمة دمشق وبلدات ريفها، حسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.وقال ناشطون في المكتب الاعلامي للثورة في حماة ان «احياء حماة واسواقها شهدت اضرابا كاملا ردا على انتخابات مجلس الدمى «.واضافوا ان الاضراب يشمل بلدات الريف، مشيرين الى ان قوات الامن «تقوم باجبار الاهالي على فتح محالهم في طيبة الامام».وقام ناشطون في حي الاربعين في حماة بالصاق صور قتلى الاحتجاجات على انهم مرشحوهم لمجلس الشعب في ما اطلقوا عليه اسم حملة «شهداؤنا مرشحونا» بحسب ما اظهرت مقاطع بثت على الانترنت. وقال عضو المكتب الاعلامي للثورة في ادلب نور الدين العبدو «لا يوجد في ادلب وريفها اي علامات على وجود انتخابات في البلاد».واضاف «النظام يحاول ان يوهم نفسه انه ما زال قائما من خلال تنظيم هذه الانتخابات المهزلة فيما هو عاجز عن حكم المدن والقرى الا بقبضة الدبابات».وفي محافظة الحسكة ذات الغالبية الكردية افاد ناشطون في تنسيقيات الكرد ان «مدن الحسكة والقامشلي والدرباسية وعامودا ورأس العين (سري كانيه) ومعبدة والمالكية والقحطانية (كركي لكي) والهول والشدادي شهدت مقاطعة واسعة للانتخابات».وقال هفيدار الناشط في تنسيقيات الكرد لفرانس برس «انتخابات مجلس الشعب بالنسبة للنظام ليست سوى دعاية انتخابية لأن النظام قد قام بتحضير القوائم الناجحة مسبقا لأحزاب الجبهة التقدمية والمستقلين الذين قام النظام بتزكيتهم».واظهرت مقاطع بثها ناشطون تظاهرة في مدينة الدرباسية رفعت فيها لافتات «انتخابات مجلس الشعب مسرحية هزلية انتخابا وترشيحا».وفي دمشق، قال فادي (47 عاما) انه لن يشارك في الانتخابات مضيفا «لقد شاركت في الاستفتاء على الدستور ولم اوافق عليه لكن الامر مختلف الآن لان المشاركة موافقة على الوضع القائم».وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي ان «مدينة حلب وريفها شهدت اضرابات وتظاهرات اليوم احتجاجا على الانتخابات». وبحسب الحلبي، فان السلطات «استقدمت موالين لها الى المركز الانتخابية الاساسية في المدينة لتوحي ان هناك حركة انتخاب، فيما المراكز الفرعية في المدينة مقفرة».وافادت لجان التنسيق المحلية ان مدينة السويداء (جنوب) ذات الغالبية الدرزية شهدت «اعتصاما داخل نقابة المهندسين «رفضا للحل الامني ورفضا لانتخابات مجلس -التصفيق- وتضامنا مع جامعة حلب» التي سقط فيها الخميس اربعة قتلى بنيران القوات النظامية التي اقتحمت الجامعة عقب تظاهرة ليلية تنادي باسقاط النظام.