مَقامُ الشُّكر لمَن دَعمونِي في شَهَادة العُمْر 2/2

بالأمس، كَان الحَديث عَن دَرجة الدّكتوراه التي حَصلتُ عَليها الاثنين المَاضي، وقُلْت: إنَّني يَجب أن أشكُر كُلّ مَن سَاهم مَعي في صنَاعة النَّجاح "الأكاديمي"، وخَتمتُ حَديثي بأنَّ الجَامعة استَأجَرَتْ الدّكتور "راجندر"؛ المُتخصِّص في الإعلام مِن جَامعة "مَانشستر"، ليُساعد المُشْرِف "مارتن" في الإشرَاف عَلى البَحْث، فبَدَأ يُعدِّل ويُبدِّل؛ حتَّى صَار بَحثاً مَعقولاً..!
ثُمَّ تَقدّمتُ للمُناقشة في أغسطس 2010، ولَكنِّي -مَع الأسَف- أخفَقْت، وأوصَت لَجنة المُناقشة المُكوَّنة مِن: المُمتحن الخَارجي الدّكتور "دايا" مِن جَامعة "وست منستر"، والدّكتورة "لورا شبرد" مِن جَامعة "برمنجهام"، أوصَت بتَعديلات شَاملة، وإعطَاء الطَّالب فُرصة سَنة، مَع إعَادة المُناقشة..!
هَذه النّتيجة -في البدَاية- حَطَّمتني، وللحق، هزّت ثقتي بنَفسي، مَع أنَّهم كَانوا عَلى حَقِّ في مُلاحظاتهم.. وطَلبوا منِّي تَعديلات جَوهريّة يَجب أن أنجزها في مُدَّة سَنة، لذا استعنتُ بفَريق مِن أصدقَائي؛ الذين هُم الأقرَب إلى الحس الأكَاديمي، ولذلك ظَهَرَ مَعي في هَذه الفَترة مَجموعة كَبيرة مِن الأقويَاء في البَحث، مِن أمثَال: د.مريع القحطاني، والأمير بدر بن سعود، ود.أحمد الكويتي، وبسام عمقية، ود.عبدالله بن ربيعان، ورزان بكر، ود.حاتم المرزوقي، ود.أسامة النصار، ود.خالد باطرفي... وغَيرهم كَثير؛ ممَّن لَديهم الحس الأكَاديمي، حَيثُ أسهَموا مَعي في مُراجعة البَحث وتَغيير بَعض سَلبيّاته..!
بَعد ذَلك ظَهَر في بَحثي رَجُل وَاثق مِن مَناهج البَحث، ومُتخصِّص في تَحليل المَضمون اسمه "د.ياسر جمعة"، فقَرَأَ مسودّة البَحث، واقتَرَح وأضَاف وحَذَف، وتَم الأمر حَسب مَا يُريد المُشرف.. ولَكن يَا فَرحة مَا تَمّت، فقَد تَرَكَ المُشرف "مارتن" الجَامعة، لذا شُكِّلَت لَجنة لمُتابعتي يَترأسها رَئيس القِسم "د.بروم" -وهو رَجُلٌ جَاد ومَشغول دَائماً، وحَازم مَع طلَّابه- مِن هُنا أصبَحتُ مُحاطاً بتسعةِ مُشرفين، كُلٌّ مِنهم يَحشرني في زَاوية، وكَأنِّي "قِط" يُريدون القَبض عَليه، وأصبَح رَأسي الصَّغير مَليئاً بالأصوَات والتَّداخُلات، وكَأنَّه وَرشة حِدَادة.. وأتحدَّى إذَا كَان هُناك طَالب "دكتوراه" تَداولته تسع أيدٍ؛ كُلّ يَدٍ بمُواصفَات خَاصَّة، وبَعد أشهُر مِن هَذا الحَصَار تَم تَقديم البَحث للمُناقشة، واجتزتُها بنَجاح والحَمد لله..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّني أطَلْتُ الشّكر، لأنَّ كُلّ وَاحد مِن هَؤلاء يَجب أن أشكُره، حَيثُ -كَما يُقال- "مَن عَلَّمني حَرفاً ازددتُ لَه ودًّا"، ثُمَّ إن شَهادة الدّكتوراه صَارت مُثيرة للجَدَل؛ في طَريقة الحصُول عَليها، ولله در أستَاذنا الأكاديمي العَريق الدّكتور "عبدالرحمن العرابي"، الذي تَبنَّى قَضيّة شَهادات "سُوق الصَواريخ المُشتراه"، وأخَذَ يُدافع عَن العِلْم الحَقيقي لَيلاً ونَهاراً..!!!