تصاعدت أزمة تكدس الحاويات في الميناء الجاف في الرياض بشكل خطير خلال الساعات الأخيرة، رغم التحركات الكبيرة من «الجمارك» لحل الأزمة بجهودها الذاتية على خلفية عدم قدرة «المقاول المختص» التعامل بشكل عاجل وسريع، فيما تجاوز عدد الحاويات المتكدسة أكثر من 6 آلاف حاوية فى الرياض و8600 بالدمام. «المدينة» قامت بزيارة ميدانية لموقع الميناء وتجولت داخله مسجلة تكدس آلاف الحاويات، والتي تنتظر أوامر الفسح، فيما قامت إحدى الفرق الأمنية داخل الميناء بإبلاغ مندوبي الجريدة بأنه ممنوع التجول بالداخل، داعية إلى التوجه إلى مدير جمرك الميناء الجاف عبدالله بن محمد العواد للحصول على كل المعلومات المطلوبة بطريقة نظامية. وعقب مقابلة العواد اعتذر عن الحديث وغلف اعتذاره بابتسامة بأنه ليس من صلاحياته التصريح نهائيًا، وان هناك متحدثا رسميا للجمارك، وهو عبدالله بن صالح الخربوش الذي طلب إعداد الأسئلة مكتوبة، وإرسالها له ليقوم بدوره بإرسالها للمتحدث الرسمي، أو التحدث مع كل من خالد جبران أو راشد القفاري من إدارة سكة الحديد باعتبار أن سكة الحديد هي من قام بالتوقيع مع المقاول الجديد والمتسبب في كارثة التكدس. والى ذلك انتقلت «المدينة» إلى مبنى سكة الحديد، وبالسؤال عن الشخصين المذكورين قال موظف الاستقبال أنهما خرجا من المكتب منذ فترة، ولم يضرب موعدا محددا لعودتهما، »مما جعل الجريدة تنتظر أكثر وبعد انتظارنا لهم لمدة تزيد على نصف ساعة، ولم يحضر أي منهما» وحول أزمة تكدس الحاويات وانعكاساتها على حركة التجارة الدولية للمملكة، أكد راشد الفوزان المحلل الاقتصادي المعروف: «الموضوع طويل، واتصلت بوزير التجارة بهذا الخصوص كذلك اتصلت برئيس الجمارك»، مشيرا إلى أن القضية ترتبط بأن ادارة السكة الحديدية استبدلت المقاول السابق بآخر جديد، بعد انتهاء عقد الأول. وأضاف: «انتهى العقد القديم، واحضروا مقاولا جديدا لا يملك أي خبرة، والمفروض أن يتم انهاء عقد المقاول السابق بطريقة سلسة وتكون هناك فترة انتقالية حتى يأخذ المقاول الجديد وضعه، لذلك حصل هذا الخلل الكبير، فأصبح تكدس الحاويات ما بين الرياضوالدمام» مشيرا إلى انه في الرياض ما يزيد على 6000 حاوية، وان العدد يزداد بشكل يومي باعتبار أن الاستيراد مستمر، وقال ان الدمام أكثر من 8600 حاوية. وذكر أن المشكلة بسبب المؤسسة العامة للسكة الحديدية بوصفها من وضعت الشروط والضوابط لترسية المشروع على المقاول الجديد، وقال: «إذا حصل خلل من المقاول الجديد المفروض هي من تحاسبه عما إذا التزم بتطبيق جميع الشروط والبنود المطلوبة ام لا؟ وأضاف: «الآن هناك كارثة كبرى قد لا تنتهي قريبًا، وللعلم فهذه الحاويات تحوي مواد طبية وغذائية تحتاج لتخزين خاص تحت درجة حرارة معينة وإلا أصيبت وتحمل المستوردون خسائر ضخمة، وقد يقوم بعضهم برفع السعر على المستهلك لتعويض هذه الخسائر التي تعرض لها جراء تكدس الحاويات». وحول توقعاته عن نهاية هذه الكارثة كما يسميها، أجاب الفوزان: «أعتقد أنها قد تطول كثيرًا ولن تنتهي قبل نهاية شهر رمضان المبارك، فليس من السهولة بمكان إنهاء إجراءات 6000 حاوية خلال فترة وجيزة مع العلم أن الحاويات تزيد بشكل يومي وذلك لان المقاول الجديد حسب علمي لم ينجز شيئًا حتى الان لعدم امتلاكه الخبرة الكافية في هذا الجانب، وهذه كارثة كبرى على منطقة الرياض حيث اننا نستورد كل شيء من الإبرة وحتى السيارة بما في ذلك الأدوية والمحاليل الطبية والأغذية بأنواعها والأجهزة وبعض البضائع الموسمية والمرتبطة على سبيل المثال بالإجازة الصيفية وغيرها». وحول الحلول المقترحة لإنهاء الأزمة في الميناء الجاف، قال الفوزان: الحل في أن ترجع مؤسسة سكة الحديد إلى العقد المبرم مع المقاول السابق وتلزمه بعمل انتقال سلس للمقاول الجديد، ثم التأكد من المقاول الجديد إذا كان كفئا وقادرا أن ينجز مهامه بسرعة وفى وقت مناسب: وإلا أُعيد المقاول السابق لفترة مؤقتة حسب بنود العقد ثم البدء بحلول عملية سريعة، مشيرا إلى أن هناك قرارا صادرا من مجلس الوزراء عام 1429ه بتخصيص سكة الحديد ولم يتم تنفيذه حتى تاريخه، وقال: «لو تم تنفيذ هذا القرار لانتهت جميع المشكلات».