خاب فال الذين يريدون دق الأسافين في جدار العلاقات السعودية- المصرية القوي الذي بني على مدار السنين. متجاهلين أن علاقات البلدين القوية تدعمها أواصر العقيدة والأخوة والدم والمصير المشترك وهي المفاهيم التي ركزت عليها الرياض في تعاطيها مع الأزمة الأخيرة وقطعت الطريق على كل الذين يحاولون التبضع بما جرى ويضمرون الحقد والموجدة على المملكة ومصر. وأكد المليك المفدى وهو يستقبل الوفد المصري رفيع المستوى أن التاريخ المشترك بين البلدين والقائم على وحدة الدين والنصرة في الحق ليس صفحة عابرة يمكن لأي كائن من كان أن يعبث بها. وهو أولوية توليها الحكومة والشعب السعودي أهمية قصوى وهي لا تقبل الجدل أو المساومة عليه أو السماح لأي فعل أن يلغيها أو يهمشها.. وركز خادم الحرمين الشريفين في حديثه للأشقاء المصريين أن العتب بين الأشقاء باب واسع تدخل منه العقلانية والوعي فاتحة المجال لأي التباس قد يشوب تلك العلاقة، ليقول لها إن مصر بهمومها وآمالها وطموحاتها لها في قلب المملكة المكانة الكبيرة والعكس صحيح. هذه هي الرؤية الرحبة التي تأخذ في حساباتها أن للمملكة مكانة خاصة لدى الشعب المصري والقيادة كما لمصر ذات المكانة وقد امتحنت علاقات البلدين أكثر من مرة فنجحت في الانحياز التام للمحبة والود والتآلف والعلاقة الإستراتيجية وما أكدته القيادة إن مصر بهمومها وآمالها وطموحاتها لها في قلب المملكة المكانة الكبيرة والعكس هو صحيح. ولم تستبعد السعودية وجود أيادٍ خفية تسعى لتعكير العلاقات السعودية - المصرية وقد تم تفويت هذه الفرصة بالعقلاء في البلدين الذين أثبتوا القدرة على تجاوز الصغائر. لقد أكد الوفد المصري الذي ضم كل الأطياف المجتمعية والسياسية والدينية أنهم أتوا للرياض ليعبروا عن تقديرهم للمملكة حكومة وشعبًا مشيرين إلى أنهم لم ولن ينسوا أبدًا المواقف الكريمة للسعودية، مؤكدين أن مصر الثورة تحتاج إلى دعم ووقوف المملكة إلى جانبها.. ودعوا إلى إعادة السفير للقاهرة.. ولم يخيّب خادم الحرمين أملهم وأمر بعودته الأحد.. لقد أثبت البلدان أنها سحابة صيف عابرة حاول المرجفون والمغرضون استثمارها وزرع الفتنة بين البلدين الشقيقين لكن كيدهم رد إلى نحرهم وعادت مياه الود صافية كما كانت.