قطع عمال مصريون إجازتهم (يوم العمال) أمس الثلاثاء، ونزلوا إلى محيط سفارة المملكة بالقاهرة؛ للمطالبة بعودة السفير بعد استدعائه من الحكومة السعودية. وشارك في وقفة أمس أمام مبنى السفارة عدد من القوى السياسية والحزبية، مطالبين رئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي ببذل كل الجهد لعودة العلاقات السعودية المصرية لطبيعتها. وأكدوا أن الأمة العربية لا تحتاج إلى التفرق في هذه المرحلة التي يمر بها العالم العربي. وترجمت اللافتات التي حملت مدى الحب الذي يكنه الشعب المصري للمملكة والحرص على العلاقات بين البلدين الشعبية. كما دونت عليها اعتذارات لخادم الحرمين الشريفين. وانتقد رئيس حزب ائتلاف ثورة مصر طارق زيدان أثناء وقفة حزبه أمس الأحداث التي شهدتها السفارة، وقال إن الهدف من الوقفة التعبير عن الارتباط بين الشعبين الشقيقين، والعلاقة الوثيقة التي تربط الدولتين علي كافة الأصعدة. وأضاف ل»المدينة»: أننا أحوج ما يكون إلى التضامن مع الأشقاء العرب دون التراشق بالانتقادات وتوزيع الاتهامات. واستطرد: نرفض ما حدث من تجاوزات أمام سفارة المملكة تحت تأثير الغضب والشحن الإعلامي الزائد، مطالبًا بالوقوف على حدود المسؤولية الوطنية. وطالب زيدان بإنهاء هذه الأزمة وعودة العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين بما يحقق مصلحة البلدين والأمة العربية، وكذلك إعادة السفير السعودي إلى القاهرة، وإعادة فتح السفارة والقنصليات السعودية لتمارس عملها بشكل طبيعي. وناشد عصام نظامي عضو المجلس الاستشاري الجميع العمل على عبور هذه الأزمة ووضع المصلحة العليا فوق كل اعتبار، مشدداً على رفضه لكافة أساليب التصعيد، وضرورة العمل على حل المشاكل الراهنة، وقال إن حزب ائتلاف ثورة مصر يرى أن العلاقات السعودية المصرية أكبر من أي مشكلة يمكن تجاوزها بالتشاور والشفافية بين البلدين. وفي الإسكندرية، بادر شبان بمعاونة إحدى الشركات الخاصة بإعادة طلاء أسوار القنصلية السعودية ومنزل القنصل باللون الأبيض ليعود لها رونقها الحضاري بعدما قام بعض الغوغاء بكتابة عبارات وشعارات مسيئة عليها. وعبروا عن أمنياتهم بعودة العلاقات سريعًا وتجاوز الأزمة. من جانبه، قال مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز في بيان إن المملكة ومصر هما صمام الأمان بالنسبة للوطن العربي ضد محاولات التدخل الخارجية، التى تستهدف الاستغلال والهيمنة على مقدرات الأمة العربية والإسلامية. وأكد البيان أن الخلافات لا تؤثر على عمق ومتانة العلاقات المشتركة، خاصة أن المملكة بالنسبة للشعب المصري دولة لها مكانة كبيرة في القلوب والعقول، ولا يمكن أن يوجد أبداً ما يعكر صفو هذه العلاقات.