تفاقمت أزمة محطة معالجة مياه الصرف الصحي بوادي عرنة بين وحدة أعمال شركة المياه الوطنية بمكة وسكان قري وادى عرنة وما جاورهم. وفيما أكد المهندس محمد صديق الفتني مدير وحدة أعمال شركة المياه الوطنية بمكةالمكرمة وجود مشكلة في الكهرباء بالمحطة تؤدي الى عدم معالجة المياه معالجة ثلاثية كاملة، رد مصدر مسؤول فى شركة الكهرباء بأن محطة معالجة مياه الصرف الصحي بوادي عرنة تقع خارج النطاق العمراني وخارج نطاق الشبكة مشيرًا إلى أن الاتصالات مع المياه لحل المشكلة فى النهاية إلى إتفاقية ليتولى متعهد حاليًا عملية التوليد لحين إنشاء محطة تحويل ومن المقرر أن يتم ذلك بعد عام من الآن. وكان المهندس عبدالله حسنين مدير وحدة أعمال شركة المياه الوطنية لمدينتي مكةالمكرمة والطائف قلل من شأن ما يتردد عن وجود أخطاء جسيمة في تنفيذ محطة معالجة مياه الصرف الصحي بوادي عرنة. وقال إنّ الشركة الوطنية استلمت المحطة بشكل ابتدائي فقط لوجود بعض البنود التي لم يستكملها المقاول لكن هذه الأخطاء في الشكل الخارجي وبعض الجوانب البسيطة. وأكد على صفاء المياه المعالجة، ووصفها بالممتازة وفقا للفحوصات المخبرية وإمكانية استخدامها في المجالات الزراعية والصناعية والتبريد. وأقر حسنين بتسرب المياه في الوادي بصورة مؤقتة، مؤكدًا أنّه سيتم الاستفادة منها مستقبلا وأن إدارته تدرس بعض العروض بهذا الشأن حاليًا. وكان خبراء مختصون زعموا فشل المشروع في المعالجة الثلاثية وهو ما حدا بشركة المياه - حسب قولهم إلى أن تقذف بالمياه التي تنتجها المحطة في مجرى وادي عرنة لتصب في البحر الأحمر من جهة الخمرة، وهو ما يعد هدرًا ماليًا بحسب وصفهم، وقال الخبير البيئي الدكتور فهد عبدالرشيد تركستاني في تصريحات سابقة للمدينة: المحطة بوضعها الحالي تشكل خطر بيئيًا في ظل تسرب المياه منها وبروز مستنقعات وحشائش وطحالب، واعتبر التخلص من المياه في الوادى هدرًا ماليًا خاصة أن تكلفة إنشائها بلغت 250 مليون ريال على حد قوله، ولفت إلى أن الحيوانات التي ترعى في المناطق القريبة من المحطة تشرب مياها ملوثة مشيرا إلى أن الوضع الراهن يشجع أصحاب وايتات الصرف الصحي على تفريغ حمولتهم في الوادي بدلا من المحطة للهروب من دفع الرسوم. وقال تركستاني: إنه سأل أحد العاملين في شركة المياه: لماذا لا يتم الاستفادة من هذه المياه في المصانع والزراعة وري الحدائق فكان الرد أن شركة المياه تريد رسومًا والمصانع لا تدفع، وطالب بحل فوري لمحطة الصرف بوادي عرنة لما تسببه مياهها من أخطار بيئية. وقال الدكتور علي عشقي أستاذ علم البيئة في كلية علوم البحار بجامعة الملك عبدالعزيز: إن المحطة لم تعالج مغرافًا واحدًا من مياه الصرف الصحي والمنتج عبارة عن مياه سوداء عفنة تسيل في وادي عرنة إلى البحر الأحمر، ووصف المشروع بالفاشل -على حد قوله-، مشيرًا إلى أنّ شركة المياه رفضت استلامه في البداية لكنها عادت واستلمته وأعطت المقاول باقي مستحقاته، وهو ما يثير العديد من التساؤلات.