أنا وغيري من المواطنين نقرأ يوميا العديد من الأخبار المحلية ونعلق على كتاب الأعمدة اليومية، الذين يتناولون الشأن المحلي بالقلم والممحاة تارة مؤكدين، وتارات أخرى شاذبين مستنكرين، إنه المقاول! إذا همس أحدكم متسائلا عن كنه هذا المقاول؟ أقول إنه هو المسؤول عن كل أعمال ومشاريع التنمية في بلادنا. يستلم المقاول المشروع ثم يسلمه، سواء كان سفلتة طرقات أو بناء مدارس أو حتى تجهيز بنى تحتية للمستشفيات، متى يخضع المقاول لأي نوع من المساءلة أو التحقق من جودة العمل، متى يكون ذلك؟ عام هجري انقضى كانت بلادنا تستبشر بميزانية هي الأضخم ولم تفلح أرقامها التي قارعت الفلك في ضخامتها في أن تقلع عن عادتك السيئة التي تفسد كل مشروع تنموي ضخم أو بسيط يتطلع إليه سكان البلد، حتى أستاذ البيئة علي عشقي كتب عن هذا المقاول المر الذي سلم شركة المياه الوطنية محطة وادي عرنة لمعالجة المياه دون أن ينسى وضع بصمته الفريدة! فهذه المحطة لا تعمل! إذن ليس أسهل من قذف آلاف مؤلفة من مكعبات الأمتار من مياه الصرف الصحي إلى سواحل البحر الأحمر. من قال إن هذه جريمة بيئية؟ بمناسبة الحديث عن البيئة استمتعت مؤخرا بمشاهدة برنامج على قناة ناشيونال جيوغرافيك العربية عن بناء جسر عملاق في مدينة فرنسية، كان بناء هذا الجسر يمثلا تحديا كبيرا بالنظر للبيئة المحيطة وظروف المناخ، لكن المقاول الذي وقع العقد كان مهددا بغرامة ضخمة عن كل يوم تأخير. استلمت شركة المقاول المشروع التحدي. وكان أن انتهى منه المقاول قبل المدة المحددة بثلاثة أشهر. وجدان هادي