ما زال المخرج المسرحي ياسر المدخلي يرغب في إقامة ما أسماه ب «أثمون» جدة المسرحي، معتبرًا احتياج مدينة جدة إليه، وذلك لما عانت منه في السنوات الأخيرة مسرحيًا من ترهل وتفكك وخلافات جعلت من المسرح الجدّاوي مسرحًا هشًا مفككًا -بحسب وصفه-. ويصف مدخلي «الأثمون»، ويقول: هي ثمانية أيام مسرحية، بين برامج إثرائية وعروض ونقاشات انطباعية، وهي خطوة بدأنا في التفكير بها منذ عام 2009، واعتبرها خطوة أولى لإنقاذ مسرح جدة الذي يعاني منذ عقدين -وهذا الثالث- من الخلافات المبتذلة والضعف الفني والشللية والتعقيدات الإجرائية، واليوم نحن بحاجة لجمع الصفوف والعمل بيد واحدة وقلب واحد مهما اختلفت الأهداف وتنوعت المشارب. مشيرًا إلى أن هناك مسرحيين كبارا، وهناك مناضلين مسرحيين، ولكن هذه المجهودات الفردية في المسرح لا تؤتي شيئًا، نحن نريد حراكًا مسرحيًا ولا نريد أسماء فقط، وإلا لكنا في «محترف كيف» اكتفينا بإنجازاتنا، فالمسرح في جدة مترهل ومشلول وتظاهرة «أثمون» ستجمعنا بالتأكيد تحت سقف واحد لنعترف بأن التصدي للشلل المسرحية لا يكون إلا بالاتحاد والعمل الجماعي. وعن إمكانية مشاركة جمعية الثقافة والفنون أو جمعية المسرحيين السعوديين في هذه التظاهرة، قال مدخلي: عرضنا الفكرة على جمعية الثقافة والفنون بإدارتها الأخيرة ولم نجد أي تجاوب ويبدو أن العمل الجماعي لا يستهوي إدارة الجمعية خصوصًا الحالية التي لم تقدم حتى الآن شيئًا للمسرحيين، وأما جمعية المسرحيين السعوديين فلديها ما لديها من المشكلات التي تحتاج إلى مناقشتها ولا أعتقد أنه من الذكاء مطالبتها بمهرجان خصوصًا وأن لديها مشكلة الانتخابات التي لم تحل ومجلس إدارة يتساقط ورئيس بين ظالم ومظلوم. ويؤكد مدخلي أن «محترف كيف» تستطيع تنظيم هذا المهرجان، ولكن متى توفر المكان والزمان المناسبين وتعاون المسرحيين وتفاعلوا، وقال: نحن في «كيف» نتمنى أن نكون دائمًا في الحياد وليس لدينا حساسية من أي فرقة والجميع قد يختلفون فيما بينهم ولكنهم يجتمعون في عروضنا لأنهم يقدّرون أعمالنا ويدعمون جهودنا وكأننا منهم. وعن أهداف «الأثمون»، قال: في البدء يجب أن أشكر اللجنة المؤسسة للمهرجان والتي ساعدتني بتبنيها للفكرة وصياغة لائحة المهرجان وهم: خلدون كريم ووائل سليمان ومحمد العجلان وأما عن أهداف «الأثمون» فهي تسعى إلى تنشيط وتطوير الحركة المسرحية في جدة من خلال إتاحة الفرصة للفرق لتقديم عروض مسرحية هادفة والارتقاء بالوعي المسرحي للمشتغلين بالمسرح من خلال الندوات والعروض والنقاشات التطبيقية، وبناء جمهور مسرحي في جدة يتمتع بذائقة فنية جيدة، والكشف عن الموهوبين في المجالات المسرحية وفنونها وإبراز القدرات المسرحية ودراسة كيفية صقلها، وإقامة فعالية جماهيرية تعود لقاطني جدة والسياح بالفائدة والمتعة، وتنمية الخدمة الاجتماعية للمدينة وتوعية ساكنيها بالمسرح، وقد بدأنا هذا المشروع في أواخر 2009م ونتمنى أن نستطيع تحقيقه فهو بمثابة حلم وقد أفردنا لهذا الحلم صفحة في العدد الأول للمجلة الفصلية «المحترف» الصادرة عن المركز الإعلامي لدينا، وجاءت الأسئلة، لما يكون حلمًا فجدة لا ينقصها الإمكانيات وهي ثاني أكبر مدينة بالمملكة، ولكني كنت أجيب.. نحن بحاجة لمسؤول يعقل ضرورة التظاهرات الفنية والثقافية في مثل هذه المدينة الحالمة. واختتم المسرحي ياسر مدخلي حديثه قائلا: نحن في جدة نملك 37 قاعة مسرحية مغلقة وجمهورا عريضا وتسويقا ذكيا ومسرحيين مبدعين ومثقفين وفنانين سيلتفت إليهم المسؤول يومًا بالتأكيد ليقول لهم اصنعوا حراكًا يرسم وجه جدة الباسم. جدير بالذكر أن ياسر مدخلي يعتبر من الأسماء المسرحية التي برزت مؤخرًا بجديتها ومبادراتها المثمرة على الصعيد البحثي والإعلامي تحت مظلة منظومة «كيف للفنون المسرحية» التي أسسها عام 2006م، وساهمت بدعم أعضائها في تحقيق إنجازات فنية وتطوعية، منها مرصد المسرح السعودي، ومجلة «المحترف» الفصلية، ويسعى «المحترف» اليوم وعلى رأسه المدخلي لإقامة ما أسماه ب «أثمون» جدة المسرحي.