أثار إغلاق شارع الذهب منذ ما يقارب الثلاثة أشهر - ولا يزال الجزء الشمالي - حالة من الجدل في ظل انتهاء أعمال السفلتة للشارع وإعداد مواقف له، الأمر الذي ألقى بظلاله على الحركة التجارية في المنطقة، فيما تسببت بوابة «باب شريف» الواقعة في منتصف الطريق في خلاف بين المرور والأمانة. «المدينة» قامت بجولة بشارع الذهب الذي يقدر عرضه ب(29) مترا تقريبا ورصدت الحركة هناك حيث تبين قلة الحركة التجارية وضعف حركة المشاة إضافة إلى توسط البوابة الشهيرة التي تشكل مساحتها (4) أمتار تقريبا, وإغلاق مدخل الشارع من شارع الستين بصبات خراسانية, مما أدى إلى تكدس في الشارع الآخر باتجاه سوق الجنوبية. وأكد عثمان محمد وهو أحد الباعة المتضررين من إغلاق الشارع قلة إقبال الزبائن وتدنى الحركة التجارية بسبب الإغلاق مما كبد التجار خسائر فادحة, مطالبا الجهات المختصة بالفصل في الموضوع في أقرب وقت.ومن جهته بين العميد محمد القحطاني مدير إدارة مرور جدة أنه بسبب الكثافة المرورية التي يشهدها شارع الذهب خاصة في الإجازات, اقترحت إدارة المرور على الأمانة توحيد اتجاه السير للمركبات بحيث لا يمكن لها العودة إلى شارع الستين إلا عن طريق دوار البلد (أبار وزيني) وبالفعل تم توحيد الاتجاه وإعادة سفلتة الشارع لكن تفاجأنا بإصرار أمانة جدة على عدم إزالة بوابة «باب شريف» بحجة تاريخها التراثي مما أدى إلى تأخير افتتاح الشارع».واستبعد القحطاني أن تكون لهذه البوابة أي قيمة تاريخية وقال: «أتذكر بناءها جيدا حيث بنيت منذ سنوات معدودة» وأضاف: «وقفت شخصيا مع أمين جدة على الموقع وقمنا بجولة ميدانية, ثم عقبتها اجتماعات, وبعد ذلك أصرت الأمانة على إبقاء البوابة على أن تحاط برصيف دائري مقسمة الشارع إلى قسمين».أما رئيس بلدية جدة التاريخية المهندس سامي نوار فقال: «من خلال الوثائق والصور والخرائط العثمانية ثبت لدينا أن الموقع الحالي للبوابة هو نفس الموقع القديم لإحدى بوابات السور القديمة الذي بني من 1200 عام تقريبا، وبالفعل قمنا في عهد أمين جدة السابق المهندس عبد الله المعلمي بالحفر فاكتشفنا قواعد البوابة القديمة وبناء عليها قمنا ببناء البوابة الحديثة التي مضى على إنشائها نحو عشر سنوات تقريبا».واستغرب نوار من نتيجة الدراسة المرورية التي طالبت بتوحيد مسار شارع الذهب قائلا: «المنطقة في الأساس تاريخية وروادها من المشاة بالدرجة الأولى, ولا يعقل أن أزيل معلما تاريخيا من أجل تسهيل الحركة المرورية».وأكد نوار أن هناك حلولا مقترحة لحل هذا الخلاف ليس من بينها إزالة البوابة وقال: «من ضمن الحلول المقترحة إعادة الشارع إلى اتجاهين وإزالة الرصيف عن يمين وشمال البوابة أو الإبقاء على الاتجاه الواحد وإحاطة البوابة بمثلث وذلك لسلامة السير وفي كل الأحوال لن تتم إزالة البوابة».