لماذا تبدو بعض الشركات والمؤسسات أكثر ابتكارا من غيرها؟ يقول جيليت بيرجيس: (إن لم تكن خلال الأعوام القليلة المنصرفة قد تخليت عن فكرة بالية أو اكتشفت أخرى جديدة فاذهب إلى الطبيب لقياس نبضك فربما كنت ميتا). وعادة ما يكون اكتشاف الأفكار المبتكرة ضربا من التخمين بالنسبة إلى الكثيرين لكننا هنا نطرح أداة نستطيع من خلالها قياس مدى جدوى فكرتك بناء على معيارين: 1- هل ستصمد فكرتك أمام ضغوط السوق التي يفرضها المنافسون؟.. 2- هل ستحقق الفكرة قيمة اقتصادية للعميل أكبر من أي بديل آخر متاح أمامه؟ وبعد الإجابة على السؤالين يتبقى لك أن تقيس درجة حرارة فكرتك وهي بكل بساطة كلما زاد عدد الجوانب التي تبتكر فيها زادت قدرتك على الصمود أمام الأفكار المنافسة فمثلا إذا كانت فكرتك مبتكرة في ستة جوانب فهي ساخنة وأقرب إلى النجاح من فكرة أخرى باردة يقتصر فيها الابتكار على جانبين فقط .والمشكلة كما يقول (دي هوك): (المشكلة ليست في إدخال أفكار جديدة إلى عقلك المشكلة في إخراج الأفكار القديمة ). وحيث أن الابتكار: هو القدرة على توليد أفكار جديدة خارجة عن المألوف والتقليدي والنمطي ثم تحويلها من كونها مجرد نظرية وحلم إلى واقع ملموس. والابتكار ليس قاصرا على أشخاص بعينهم أو مجالات محددة ولا يشترط أن يكون غاية في التعقيد بل أن أفضل الابتكارات هي التي تتسم بالبساطة وتخدم هدفا عمليا وواقعيا هذا ما تحاول معظم الشركات تحقيقه أن تسلك مسارا فريدا من نوعه لم يسبقها إليه أحد فتضمن بذلك بقاءها لعقود بل وربما لقرون طويلة قادمة ومن أكثر الشركات ابتكارا في العالم هي: 1-آبل: لتربعها على قمة ساحة التكنولوجيا والأعمال بتقنياتها المبتكرة. 2-تويتر: لتفوقها على جميع وسائل التواصل والتدوين الأخرى. 3-فيسبوك: لبلوغ عدد مستخدميها 600 مليون مكونين ما يشبه بالدولة الإلكترونية. 4- نيسان: لابتكارها أول سيارة كهربائية وإتاحتها لعموم المستهلكين. 5-جوجل: لرفعها أداء وجودة عملية البحث. 6- ماركس أند سبينسر: لاستخدامها سلسلة إمداد صديقة للبيئة. 7- ميكروسوفت: لتحويلها الجسم البشري إلى أداة تحكم عن بعد (إكس بوكس 360). عزيزي القارئ: بدراسات إستراتيجيات الشركات التي تشجع روح الابتكار والاختراع وجد أن عددا منها يقومون بالتالي: 1- توظيف المبدعين -2- تكليفهم بمهمات غير عادية وغير متوقعة بشكل مستمر -3- إرشادهم في بداية الأمر فحسب إلى النظر في الأمور والمشكلات وتقييمها من أكثر من زاوية -4- وضعهم في مواقف ومشكلات متفاوتة الصعوبة -5- مساعدتهم وإمدادهم بكل ما يحتاجونه ليبدعوا ويبتكروا -6- التعامل مع محاولاتهم غير الناجحة على أنها خطوات في سبيل الوصول إلى النجاح -7- يعتبرون الإبداع هو ما يفرق بين القائد والتابع. د. مجدي سليمان صفوت - جدة