( كره لكم ربكم : قيل وقال ) .. حديث كثيرا ما أقف عليه .. وأتأمّله .. خاصة في زمننا الذي انتشرت فيه عادة قِيل وقال، دون استنادٍ إلى برهانٍ ودليل. ودون إدراك أن هذا باب للفتنة ، والمفاسد العُظمى و الآثام الكبرى. ، يجُرُّ من الويلات ما لا يُحصَى. فكم من (تناقُل أحاديث) أوغر صدوراً، وغيّر عقولاً، وأفسد أخوّة وعلاقات بين الناس!! ومن المؤلم أن يحدث هذا .. والمؤلم أكثر أن يحدث بسبب أحاديث سندُها الظنّ والتخمين، والرجم بالغيب من غير تثبيت ولا تبيين. وقد عُرف دوما أن من علامات الحمق: نشر الأخبار الواهية، والظنون الباطلة، وتصيُّد الأحاديث الكاذبة، وسوء الظنون والشكوك وقد أسهم في تزايد هذه السلوكيات والسقطات وسائل التواصل الالكترونية التي تطلّ علينا كل يوم بجديد. وأخص بحديثي اليوم التفاعل الاجتماعي عبر برنامج (Whats App) الذي جعل بعض الناس حيرى لا يعرفون كيف يتفاعلون من خلاله .. فأصبح هاجسهم استخدامه والتفاعل من خلاله حتى ولو كان ما ينشرونه ويبثونه غير صحيح! فعملية النسخ واللصق و إعادة التوجيه أصبحت عشوائية وبلا هدف! وكأن الشخص منهم ينوي دخول موسوعة جينيس في تحطيم عدد مرات الإرسال أو استخدام البرنامج. وقد أسهم سوء استخدام هذه التقنية وهذا البرنامج وما شابهه في نشر الإشاعات العارية عن الصحة، و بثّ الأخبار الخالية من الحقيقة. فأصبح كل من يريد أن يشهّر بأحد .. أو يلقي بتهمة على أحد .. أو ينكب شركة ما بخسائر .. أو منتج ما بكساد .. ما عليه سوى أن يرسل رسالة (Whats App ) وفي سويعات قليلة تكون قد وصلت إلى آلاف الناس !! ولا أعرف كيف يتساهل المرء في فعل هذا؟ وكيف يقوم الآخرون بنشر ما لا سند له مندفعين بجهلٍ .يقول صلى الله عليه وسلم : "إن الرجل ليتكلّم بالكلمة ما يتبيَّن فيها يزِلُّ بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب". ليتني اليوم أجد من ينسخ مقالي ويرسله عبر (Whats App) ليعلم الناس أنه ينبغي البُعد عن الخوض مع الخائضين بقيل وقال، وألا يشغلوا أنفسهم بنشر ما قد يكون باطلا ، ويُعرِّضهم لغضب ربهم قال صلى الله عليه وسلم: "من قال في مؤمنٍ ما ليس فيه أسكنَه الله رَدْغَة الخَبال حتى يخرج مما قال". ورَدْغَة الخَبال: عصارة أهل النار و يقول ابن القيم : "من عُني بالنار والفردوس شُغِل عن القيل والقال، ومن هرب من الناس سلِمَ من شرورهم".