من الموبقات المهلكات ومن الظلم العظيم (البهتان)، والبهتان : هو الافك والكذب، اي معناه ان يقول في انسان ما ليس فيه وهو الافتراء وهو الباطل اي يفتري احدهم على آخر كذباً وباطلاً ظلماً وزوراً، وقد حذر الله من ذلك مهدداً مرتكبيه بقوله تعالى (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً واثما مبينا). وعقابه جاء على لسان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال : من قال في مؤمن ما ليس فيه اسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج). وطينة الخبال هو كما بينه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في أحاديث عدة منها : انه صديد أهل النار، ومنها : انه عصارة أهل النار، ومنها : انه عرق أهل النار، اي هو مما لاشك فيه انه عصارة ما يخلفه الجسد بعد حرقه والعياذ بالله، وهذا المكان هو سجن في اسفل جهنم والعياذ بالله، قياساً على هذا الحديث (يحشر المتكبرون يوم القيامة امثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون الى سجن في جهنم يسمى بولس تعلوهم نار الانيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال). من هذا المنطلق احذركم مما حذر منه محمد صلى الله عليه وسلم صحبه، وهو اياكم أن تطلقوا العنان لألسنتكم فتتركوها دون لجام تحصد يمنى ويسرى فترديكم في جهنم على وجوههكم فتكونوا من الخاسرين. فقد جاء عن ابي هريرة قال قال عليه الصلاة والسلام : (من وقاه الله شر ما بين لحييه وشر ما بين رجليه دخل الجنة) صحيح الترغيب، أي وقاه الله شر لسانه وفرجه. وقال ايضاً اذا اصبح ابن آدم فإن الاعضاء كلها تكفر اللسان فتقول اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا. وقال ايضاً لمعاذ : (ألا أخبرك بملاك ذلك كله كف عليك هذا واشار الى لسانه قال يانبي الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به قال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم). وجاء ايضاً (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس النار قال الفم والفرج وسئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة قال تقوى الله وحسن الخلق). وقال ايضاً (لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ولا يدخل الجنة حتى يأمن جاره بوائقه). فكيف بمن يطلق لسانه على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم أخص الناس وهن الصحابيات الكريمات زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين على الاطلاق من مؤمني الانس والجن. وان من لم يقر ان عائشة كسائر زوجات النبي عليه الصلاة والسلام انها أم له فهو كافر بالقرآن خارج من ملة الاسلام كما قال ابن عباس استناداً لقوله تعالى (النبي اولى بالمؤمنين من أنفسهم وازواجه أمهاتهم). قال صلى الله عليه وسلم : (لا تسبوا احدا من اصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل احد ذهبا ما ادرك مد أحدهم ولا نصيفه). وقال صلى الله عليه وسلم : (من سب اصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين). (ففضل عائشة رضي الله عنها التي نالت شرفا بتزويج الله لها من رسول الله صلى الله عليه وسلم) رأيتك في المنام قبل أن أتزوجك مرتين رأيت الملك يحملك في سرقة من حرير فقلت له اكشف فكشف فإذا هي انت فقلت ان يكون هنا من عند اله يمضه. فهي احب زوجاته اليه حيث اجاب بهذا عليه الصلاة والسلام عندما سئل اي الناس احب اليك قال عائشة. وعائشة رضي الله عنها هي الوحيدة من نسائه صلى الله عليه وسلم التي شرفها الله بنزول الوحي على الرسول في حجرتها لقوله عليه الصلاة والسلام (يا أم سلمه لا تؤذينني في عائشة فإنه والله ما نزل على الوحي وانا في لحاف امرأة منكن غيرها). وعائشة رضي الله عنها هي الوحيدة من زوجاته صلى الله عليه وسلم التي حظيت برعايته عليه الصلاة والسلام وهو مريض حيث لم يمرض إلا في بيتها.