يواجه سوق الإنشاد حالات رواج شديدة خلال بعض المواسم؛ لكنه في أحيان أخرى يواجه ركودًا يبعث على الإحباط ، وبدرجة تدفع بعض شركات الإنتاج الفني إلى توقيف تعاقداتها مؤقتًا لحين تحسن ظروف السوق. «الرسالة» قامت بجولة استكشافية على بعض الأسواق للوقوف على حقيقة السوق ومعرفة المبيعات ونوعية المستهلكين ونسبتهم مقارنة بحجم الإنتاج الفني. وخلال الجولة كشف البائع بأحد محلات التسجيلات الإسلامية أحمد الرفاعي أن نسبة المبيعات في اليوم الواحد في حدود (10-15) شريطًا إنشاديًا منوعة بين «سى دى»، وشريط كاسيت. أما عن الجهة المستهلكة لتلك المنتجات الفنية قال: إنها فئة الشباب من بين جميع الزبائن والمتابعين، مشيرًا إلى مبيعات التسجيلات القرآنية في صدارة المبيعات خاصة لبعض مشاهير القراء المرتبطين بالحرمين المكى والمدنى مثل الشيخ ماهر المعقلي والشيخ الحذيفى. وبالنسبة لشرائط وسيديهات الإنشاد، فمبيعات القارئ المنشد مشاري بن راشد العفاسي هي الأولى بلا منافس حيث إن جميع ألبوماته في الصدارة :»وقد يأتي بعض الزبائن ويطلب أشرطة خاصة به دون ذكر اسم الألبوم أو الشريط». وعن المنتجات الفنية الأقل مبيعًا بيّن الرفاعي أن هناك أشرطة كثيرة جدًا لا تباع ولا يتم تسو يقها رافضًا ذكر الأسماء الفنانين المنتجين لها تفاديا للإحراج، وقال: «هي نسبة ليست بقليلة ونادر ما أحد يقبل على شرائها «. الأنواع المفضلة أما الأنواع التي يحب الكثير شرائها والاستماع لها فهناك عدة أنواع منها «المجسات، وفن الإنشاد، وكذلك الأناشيد القديمة» ولكن النصيب الأكبر للأناشيد القديمة. أما عبدالله العامري «بائع» بأحد محلات التسجيلات الغير إنشادية فقال: إن نسبة المبيعات في غير المواسم تكون من (20- 25) شريطا في اليوم الواحد، ولكن في المواسم وهي «الإجازات» تتراوح نسبة المبيعات من (50-60) شريطًا باليوم الواحد مؤكدًا انخفاض نسبة مبيعات الأغاني مقارنة بالإنشاد. أما أكثر المشترين لتلك الأغانى فهم المراهقون ممن تتراوح أعمارهم بين ال(15، 20). وفي المقابل أجرت «الرسالة» حوارا مع قائد لفرقة إنشادية وأخرى غنائية حول ظروف سوق الإنشاد ومدى منافسته لسوق الغناء حيث أوضح قائد فرقة مرح جدة الترفيهية الإنشادية جميل علي أن الغناء يتفوق على الإنشاد لعدة أسباب من أهمها أنهم يقومون بتوزيع شيء جديد على الساحة ومرغوب، بعكس الإنشاد الذي حينما ينزل شيء جديد نجده على مواقع الإنترنت ويكون المنشد قد خسر في الكليب دون أن يخرجه إلى الأسواق ويجده قد انتشر بين مواقع الإنترنت للأسف الشديد. وقال جميل: «لو أن المجال الغنائي قام أحد بنشر ألبوم أو كليب قبل نزوله للسوق لرأينا الدنيا تقوم ولن تقعد، وهنا يكمن الفرق بأن أحدهم ضمن مكانه والآخر لا..للأسف حق المنشد مهضوم من من حيث حقوق الملكية». وطالب جميل من جميع المنشدين تنويع أناشيدهم :»وكلما كان هناك شيئ جديد يخدم الناس كلما رأينا الإقبال يزيد عليه»، وأكد أن وضع الإنشاد أصبح مؤسفًا واختلط في أحيان كثيرة بالمجال الغنائي: «على الإنشاد أن يتطور، فنحن في مجتمع محافظ ومن المفترض أن نلحظ تطوره بشكل مستمر». من جهته أوضح قائد فرقة جوهرة جدة الفنان عثمان الغزالي أنه قبل المقارنة بين الإنشاد والغناء يجب معرفة أن واقع الإنشاد الحالي أصبح مصحوبًا بالموسيقى، و أصبحت هناك بعض اللمسات الخفيفة وهناك أغان في عباءة النشيد ، ففي المجال الغنائي نرى وجود آلة «كمان» واقتحم مجال الإنشاد، وكذلك أصبحنا نرى الإيقاعات موجودة في المجالين اللذين أصبحا متشابهين. ونوه الغزالي أن الإنشاد يضع «الكورد» فقط ويدعى أصحابه بأنها أصوات بشرية، ولكنها في الحقيقة مأخوذة من «الأورج أو الكيبرود»؛ وقال متحسرًا: « الإنشاد للأسف أصبح أغانٍ والفرق أن اللمسات خفيفة في الآلات بخلاف الأغاني الذي نجد به اللمسات كاملة. وأوضح أن الكثير من المنشدين يتحولون بعد فترة للغناء ووضع ألبوم: « للأسف لم تعد هناك خيوط رفيعة بين هذا وذاك والأمثلة على ذلك كثيرة جدًا».