ساد الهدوء الحذر سوريا بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، فجر أمس الخميس، بموجب المهلة التي حددتها خطة موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان «إنه بعد ساعة على انتهاء المهلة، هناك هدوء كامل في كل المناطق»، وأضاف «لم تتم ملاحظة أي انسحاب للدبابات» التي يفترض أن تنهي السلطات السورية سحبها من المدن، الثلاثاء، بموجب المرحلة الأولى من خطة أنان إلا أن ذلك لم يحدث. وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا قد تطلب من الأطلسي حماية حدودها مع سوريا بعد حادث إطلاق النار على مخيم كيليس أخيرًا، بينما شككت قوى غربية في مدى التزام دمشق بوقف إطلاق النار وقبل ساعات على انتهاء المهلة، كانت القوات السورية لا تزال منتشرة في بعض المناطق. وأسفرت العمليات العسكرية للنظام عن مقتل 24 مدنيًا، من بينهم 10، في قصف على الرستن في محافظة حمص، بحسب المرصد الذي أشار إلى مقتل ضابط منشق برتبة ملازم، وعميد في الجيش النظامي. ونقلت الصحف التركية عن أردوغان قوله إن أنقرة قد تطلب تفعيل المادة الخامسة من اتفاقية الحلف التي تنص على أن أي هجوم على دولة عضو فيه يعد هجومًا على جميع دوله. ونقل عن أردوغان قوله لصحفيين كانوا يرافقونه أثناء زيارته للصين إن من مسؤولية حلف شمال الأطلسي حماية حدود تركيا. وبشأن الإجراء الذي يمكن اتخاذه في حال استمرار إطلاق النار باتجاه الأراضي التركية، قال أردوغان «لدينا عدة خيارات، من بينها خيار المادة الخامسة في ميثاق الحلف الأطلسي»، مشيرًا إلى إمكانية الدعوة لاجتماع لمجلس الحلف في حالة استمرار الخروقات. وكانت قوات النظام السوري قد فتحت النار على عناصر من الجيش السوري الحر كانوا يقتربون من الحدود التركية مساء الأحد الماضي، حيث أشارت السلطات التركية إلى سقوط ستة جرحى بينهم تركيان في مخيم كيليس التركي في هذا الهجوم. لكن شهودًا قالوا لوكالة الصحافة الفرنسية إن سوريين قتلا في الهجوم. جاء ذلك فيما شككت قوى غربية بمدى التزام قوات النظام السوري بالهدنة التي دخلت حيز التنفيذ صباح أمس، وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في اتصال هاتفي على الحاجة للقيام بعمل «حازم» في مجلس الأمن بشأن سوريا. وحسب بيان البيت الأبيض، أعرب أوباما وميركل عن قلقهما «لأن حكومة الأسد لم تلتزم ببنود الاتفاق الذي تفاوض عليه أنان. وتواصل الأعمال الوحشية غير المقبولة». وقالت واشنطن إنها ستحكم على النظام السوري من خلال الفعل وليس القول. من جهة ثانية، طلب رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون من روسيا والصين الانضمام إلى المجتمع الدولي لتضييق الخناق على النظام السوري الذي قال إنه أفشل عمدًا خطة أنان. وقال كاميرون الذي يقوم حاليًا بجولة في آسيا، «أعتقد أن الوقت قد حان لنقول للروس والصينيين انظروا إلى الطريقة المرفوضة التي يتصرف بها الأسد». ودعا للعودة إلى الأممالمتحدة وتعزيز الضغط أكثر على النظام، في مقابل ذلك أشادت وزارة الخارجية الصينية بتعهد سوريا بوقف إطلاق النار وطالبت المعارضة بالالتزام بالاتفاق. وقالت الخارجية الصينية في بيان على موقعها على الإنترنت «إن وقف إطلاق النار سيساعد على تخفيف التوترات»، ودعت لتنفيذ اقتراح أنان المؤلف من ست نقاط.