قالت الناطقة باسم المجلس الوطني السوري بسمة قضماني في جنيف إن المعلومات التي وصلت الى اكبر مجموعة للمعارضة السورية من سوريا تتحدث عن مقتل ثلاثة مدنيين وعشرات الاعتقالات منذ وقف اطلاق النار صباح امس الخميس. وقال المجلس انه تم احصاء قتيلين في منطقة حماة واعتقل عشرات في حلب وحمص ودرعا. واضافت قضماني «نلاحظ بالادلة ان الاسلحة الثقيلة ما زالت في المناطق السكنية وبعضها تم اعادة تموضعه» فقط. وتحدثت عن ظهور عدد كبير من نقاط المراقبة الاضافية «المدججة بالاسلحة». واكدت ان المجلس الوطني ما زال يعتبر خطة موفد الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان «الفرصة الاخيرة لحل سلمي»، مؤكدة استعداد المجلس للعمل مع عنان «للتأكد من نشر مراقبين دوليين في اسرع وقت ممكن». ويريد المجلس الوطني ان يكون بين هؤلاء المراقبين خبراء في حقوق الانسان لتحديد الوضع الخاص القائم على الارض. وقالت قضماني ان «الاختبار الحقيقي هو معرفة ما اذا كان هناك اطلاق نار او لا عندما يتظاهر الناس». ودعا رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون أمس الخميس السوريين الى التظاهر بعد وقف اطلاق النار في سوريا، مطالبا الدول الداعمة لخطة كوفي عنان بتأمين وسائل حماية الشعب خلال هذه التظاهرات. وقال غليون في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس «ندعو الشعب الى التظاهر للتعبير عن نفسه، والحق بالتظاهر السلمي نقطة اساسية من نقاط خطة عنان». وتساءلت الناطقة ما اذا كان سيحدث تغيير في استراتيجية الحكومة السورية في لجوئها الى الاعتقالات والقناصة منذ بداية الحركة الاحتجاجية. وقالت «تحت الضغط الدولي اصبح استخدام الاسلحة الثقيلة خطا احمر». تركيا تطلب حماية « الناتو» لحدودها من ناحية ثانية أعلنت تركيا انها قد تطلب من حلف شمال الاطلسي حماية حدودها بعد اطلاق القوات السورية النار على اراضيها، بناء على المادة الخامسة من معاهدة الحلف الذي اكد انه يأخذ على محمل الجد مسألة حماية الدول الاعضاء فيه. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لصحافيين يرافقونه في زيارة الى الصين ان «الحلف الاطلسي مسؤول عن حماية حدود تركيا». واضاف اردوغان بحسب صحيفة «صباح» الموالية للحكومة «امامنا العديد من الخيارات» عند سؤاله عما تعتزم الحكومة التركية القيام به اذا استمر اطلاق النار على الاراضي التركية. واكد اردوغان ان تركيا قد تتذرع بالمادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الاطلسي لحماية حدودها مع سوريا. واضاف «لدينا حقوق اذا انتهكت حدودنا. هناك ايضا خيار اللجوء الى المادة الخامسة في ميثاق الحلف الاطلسي. سنقرر وفقا للتطورات». وحول امكانية دعوة تركيا الى اجتماع لمجلس الحلف الاطلسي، الهيئة العليا لاتخاذ القرارات في الحلف الاطلسي، للتذرع بالمادة الخامسة قال اردوغان «ستتخذ تركيا مثل هذا القرار في حال واجهت وضعا (تستمر معه الخروقات)». وتنص المادة الخامسة من معاهدة الحلف الاطلسي على ان كل دولة عضو في الحلف يجب ان تعتبر تعرض بلد من الحلف لهجوم كعمل موجه ضد كافة الاعضاء وتتخذ التدابير اللازمة لمساعدة الدولة التي تعرضت لهذا الهجوم. من جهته كان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو حذر في هذا الشأن معتبرا ان هذا الخيار غير مطروح حاليا. وشدد داود اوغلو على ان «الحدود التركية هي حدود حلف شمال الاطلسي. وحماية هذه الحدود تعني جميع الحلفاء». لكنه اضاف «ليس هذا موضوع الساعة، اليوم الاولوية لوقف اطلاق النار» في سوريا تطبيقا لخطة المبعوث الدولي كوفي عنان. في المقابل، اكد الحلف الاطلسي الخميس انه «يأخذ على محمل الجد» مسألة حماية الدول الاعضاء فيه بعد تصريحات اردوغان. وصرحت كارمن روميرو المتحدثة باسم الحلف الاطلسي «نأخذ مسؤوليتنا لحماية حلفاء الحلف الاطلسي على محمل الجد». واضافت «نتابع الوضع عن كثب وسنواصل القيام بذلك». واوضحت المتحدثة بان الحلف الاطلسي «قلق جدا للاحداث في سوريا خصوصا الحوادث الاخيرة على الحدود مع حليفنا التركي». وتابعت ان «العالم اجمع يراقب سوريا والعالم باسره يريد ان تنتهي اعمال العنف غير المقبولة» في سوريا. وذكرت بان الحلف يدعم «كليا» خطة كوفي عنان الرامية الى «انهاء القمع غير المقبول من قبل النظام السوري». ميدانيا، على الحدود التركية السورية، حصل اطلاق نار جديد من الاراضي السورية صباح امس الخميس، بحسب وكالة انباء الاناضول. وبحسب الوكالة فقد اطلق جنود سوريون النار على مجموعة من حوالى خمسة عشر سوريا، بينهم نساء واطفال كانوا يعبرون الحدود في كيليس (جنوب-شرق) واصابت رصاصات مخيما للاجئين على مقربة من الحدود. ولم يصب احد في اطلاق النار، بحسب الوكالة. وليل الاحد الاثنين فتحت القوات السورية النار على عناصر من الجيش السوري الحر كانوا يقتربون من الحدود التركية.