أنقرة، لندن -»الحياة»، أ ف ب - في تلويح ضمني بتحرك تركي على الأرض لضمان أمن الحدود التركية -السورية ومنع خروق الجيش السوري لها، أفادت الصحف التركية امس بأن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اكد أن تركيا قد تلجأ للمادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي لحماية حدودها مع سورية بعد حادثتين لإطلاق النار من الأراضي السورية على الأراضي التركية ما أدى إلى سقوط جرحى. يأتي ذلك فيما قال وزير الخارجية التركي في تصريحات صحافية إن بلاده تراقب عن كثب وقف إطلاق النار في سورية، داعياً الجيش السوري إلى الانسحاب إلى ثكناته وليس أطراف المدن المنتفضة. وقال أردوغان لمجموعة صحافيين كانوا يرافقونه خلال زيارته للصين «من مسؤولية حلف شمال الأطلسي حماية حدود تركيا». وتنص المادة الخامسة من معاهدة الحلف الأطلسي على أن كل دولة عضو في الحلف يجب أن تعتبر تعرض بلد من الحلف لهجوم كعمل موجه ضد كل الأعضاء وتتخذ التدابير اللازمة لمساعدة الدولة التي تعرضت لهذا الهجوم. وقال أردوغان وفق صحيفة «صباح» التركية الموالية للحكومة رداً على سؤال حول ما تعتزم الحكومة التركية القيام به في حال استمرار إطلاق النار باتجاه الأراضي التركية: «لدينا خيارات عدة». وأضاف «لدينا حقوق إذا انتهكت حدودنا. هناك أيضاً خيار التذرع بالمادة الخامسة في ميثاق الحلف الأطلسي. سنقرر وفقاً للتطورات». وحول إمكانية دعوة تركيا إلى اجتماع لمجلس الحلف الأطلسي، الهيئة العليا لاتخاذ القرارات في الحلف الأطلسي، للجوء للمادة الخامسة قال أردوغان «ستتخذ تركيا مثل هذا القرار في حال واجهت وضعاً (تستمر معه الخروق)». ولأول مرة في تاريخه لجأ حلف الأطلسي للمادة الخامسة في معاهدة واشنطن بعد تعرض الولاياتالمتحدة لاعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2011. وأعلن الحلف الأطلسي مراراً انه لا يعتزم التدخل في سورية. وليل الأحد - الاثنين فتحت القوات السورية النار على عناصر من «الجيش السوري الحر» كانوا يقتربون من الحدود التركية. وأشارت السلطات التركية إلى سقوط ستة جرحى بينهم تركيان في مخيم كيليس التركي خلال هذا الهجوم الأول الذي يسفر عن ضحايا في الجانب التركي من الحدود منذ اندلاع حركة الاحتجاج في سوريا في آذار (مارس) 2011. لكن وفق شهادات جمعتها فرانس برس قتل سوريان برصاص الجيش السوري. ووقع حادث إطلاق نار ثان في اليوم التالي على المخيم من الأراضي السورية ما أدى الى سقوط جرحى. إلى ذلك، قال وزير الخارجية التركي في أول تعليق رسمي تركي على دخول اتفاق إطلاق النار في سورية حيز التنفيذ إن بلاده «تتابع وعن كثب وقف إطلاق النار». وأضاف أوغلو «إذا ما تم الالتزام بخطة كوفي أنان فيمكن أن تبدأ مرحلة جديدة، لكن من المبكر الآن تقييم هذا الالتزام، وسنستمر في مراقبة الوضع». وحول انسحاب الجيش السوري النظامي قال الوزير التركي «إن الانسحاب يجب أن يكون شاملاً وتاماً أي أن يكون انسحاباً تاماً من المدن إلى الثكنات، وليس إلى أطراف المدن». وتطرق أوغلو أيضاً إلى إطلاق النار على الأراضي التركية من قبل الجنود السوريين، وقال إن «الحدود التركية هي حدود لحلف الشمال الأطلسي كون تركيا عضواً في هذا الحلف، ومن مهمات الحلف حماية حدود أعضائها، وسيطرح موضوع انتهاك الحدود التركية في اجتماع وزراء خارجية الحلف الأسبوع المقبل». وتابع:»ليس معنى ذلك تدخل الأطلسي في الشؤون السورية، ولكنه سيكون تقييماً لأوضاع حدود أحد أعضاء الحلف، ومن المهم أيضاً أن تحاط الأممالمتحدة علماً بما حدث على حدودنا أيضاً... ولذا أرى أنه من الطبيعي أن نتخذ التدابير اللازمة لحماية أمن حدودنا». وأكد حلف الأطلسي أنه «يأخذ على محمل الجد» مسألة حماية الدول الأعضاء فيه بعد تصريحات أردوغان. وقالت كارمن روميرو الناطقة باسم «الأطلسي» لفرانس برس: «نأخذ مسؤوليتنا لحماية حلفاء الحلف الأطلسي على محمل الجد». وأضافت: «نتابع الوضع عن كثب وسنواصل القيام بذلك». وأوضحت أن الأطلسي «قلق جداً للأحداث في سورية خصوصاً الحوادث الأخيرة على الحدود مع حليفنا التركي». وتابعت أن «العالم أجمع يراقب سورية والعالم بأسره يريد أن تنتهي أعمال العنف غير المقبولة» في ذلك البلد. وذكرت بأن الحلف يدعم «كلياً» خطة كوفي أنان الرامية إلى «إنهاء القمع غير المقبول من قبل النظام السوري». وأضافت: «الآن الأسرة الدولية بكاملها يجب أن تبذل الجهود اللازمة للتحقق من أن خطة (أنان) ستطبق».