كما نشر مؤخرا في الصحف ان حالات الانتحار ازدات خلال السنوات الأخيرة وأيضا الشهور الأخيرة وتتنوع من شنق المنتحر لنفسه أو إطلاق الرصاص على نفسه أو رمي نفسه من جسر, وما يستغرب له أن من بين حالات الانتحار انتحار طفل في الثانية عشر من عمره بلف حبل على عنقه! ولن ننسي حالات الانتحار التي واكبت خسارة الأسهم التي اصابت المجتمع بكارثة فاز بها الهوامير! ومرت كأنها رياح هادئة على المجتمع وليس أعاصير عصفت بكيان شرائح عديدة منه. التخلص من الحياة أمر غير شرعي وكما يؤكد الأستاذ بقسم الأنظمة بالجامعة الإسلامية وقسم الفقه المقارن بالمعهد العالي للقضاء الدكتور محمد بن يحيى النجيمي أن الانتحار في الشريعة الإسلامية من المحرمات وأن الله تعالى قد قال فيه (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) والرسول صلى الله عليه وسلم قال (إن من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة) ونصوص قد وردت بأن المنتحر متعمدا وليس لأسباب نفسية فإنه مخلد في النار. ويرى الدكتور النجيمي أن الانتحار يعود إلى ثلاثة أسباب: "بعض الشباب والشابات ممن ينتحرون يتعاطون المخدرات وهذا أمر يجب الانتباه له جيدا، وبعض أنواع المخدرات تسبب حالات نفسية إذا فقدها الإنسان فيمكن أن ينتحر, ثانيا هناك أمراض نفسية انتشرت في هذا العصر والناس يجهلونها ويعتبرون أن الأمور النفسية ليست جديرة بالدراسة والبحث والحالات النفسية يهملها الناس فتؤدي للاكتئاب والانفصام في الشخصية ثالثا هناك شباب وشابات وهم قلة ولكنهم موجودون أصبح لديهم ضعف ديني شديد جدا وضعف في الوازع الديني وأصبحوا يقلدون الغربيين والدول الأخرى وينتحرون». كل هذا سيؤدي الى التخلص من الحياة خصوصا في ظل ضعف الوازع الديني وضعف الاحتواء المجتمعي. ونستغرب من تكرار هذه الحالات ولانجد أي تصرف من مراكز الأبحاث في الجامعات التي لديها كراس لمحاربة التطرف تقريبا في كل جامعة ولم نجد أي كرسي يهتم بهذه المشكلات الخاصة بشرائح المجتمع والشباب خصوصا. وكما يقترح الدكتور النجيمي «ينبغي على وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة العدل ووزارة الشؤون الإسلامية ووزارة التعليم العالي تكوين فرق للبحث عن الأسباب والمسببات حتى نستطيع العلاج، فإذا لم تكن لدينا أبحاث ميدانية مشكّلة من عدة جهات حكومية لمعرفة الأسباب وتتحرك مراكز البحث في الجامعات ومدينة الملك عبدالعزيز ووزارة التعليم العالي فإننا لن نستطيع معرفة الأسباب الحقيقية وراء ذلك». *منذ عقود لاحظ الأمريكيون تزايد حالات الانتحار بين صفوف الطالبات في المراحل الابتدائية, وبعد الدراسة وجد ان من أهم اسبابها أن المنتحرة يتم اعداد تأبين لها في المدرسة ترافقه الموسيقى وكلمات تمدحها من ادارة المدرسة وبعض اقربائها وما كانت تمثله لأسرتها كما هي عادتهم في حالات التأبين للمتوفى, وكان هذا يتم في المدرسة التي كانت تدرس فيها الطفلة المنتحرة. وكان تأثر البعض من الصغيرات بحثا عن اهتمام بهن حتى لو بعد انتحارهن دافعا لهن للانتحار. أكاديمية وكاتبة [email protected]