قال مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي انان لمجلس الامن الدولي أمس الثلاثاء ان سوريا لم ترسل «اشارة السلام» التي ينص عليها الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع الرئيس السوري بشار الاسد لوقف العنف في سوريا. وبعد تسلم رسالة انان، دعا مجلس الامن الدولي سوريا الى وقف المعارك قبل الخميس 12 ابريل. وطلب انان من المجلس ان يسجل «قلقه العميق» من عدم قيام النظام السوري بسحب قواته واسلحته الثقيلة من المدن أمس الثلاثاء، مؤكدا على اهمية الالتزام بمهلة يوم الخميس لاستكمال وقف الاعمال العدائية. واكد في رسالة الى المجلس ان على الاسد «تغيير نهجه بشكل جذري» لتحقيق وقف اطلاق النار خلال الساعات ال48 المقبلة. وقال انان ان القوات السورية النظامية «واصلت شن العمليات العسكرية» ضد اهداف مدنية في الايام التي سبقت مهلة 10 ابريل التي كان يجب ان يتم سحب القوات والاسلحة الثقيلة من المدن السورية بحلولها. واكد ان القوات النظامية السورية انسحبت من بعض المدن قبل المهلة النهائية، ولكن اصبح لها الان اهداف جديدة. واكد على ان بعض المدن «لا تزال على مرمى» مدافع الاسد. وقال ان «الايام التي سبقت العاشر من ابريل كانت تمثل فرصة للحكومة السورية لترسل رسالة سياسية قوية للسلام .. وفي الايام الخمسة الماضية اصبح واضحا ان مثل هذه الاشارة لم تصدر». وقال ان «على القيادة السورية ان تغتنم الفرصة لاحداث تغيير جذري في مسارها». واضاف انه «من الضروري ان تجلب الساعات ال48 المقبلة مؤشرات واضحة للتغيير الفوري والاكيد في الوضع العسكري للقوات الحكومية في جميع انحاء البلاد» بما يتماشى مع خطة الست نقاط التي وافق عليها الاسد. واضاف انه «في هذه اللحظات الحاسمة، سأكون ممتنا اذا سجل المجلس متحدا قلقي العميق بشان وضع تنفيذ الحكومة السورية لالتزاماتها المباشرة». وقال ان المجلس «يجب ان يؤكد على الاطراف اهمية الالتزام بمهلة 12 ابريل». واضاف ان «وقف العنف بجميع اشكاله هو خطوة اولى ولكن مهمة. ويجب ان لا تتاخر بسبب شروط جديدة. يجب ان يتوقف العنف الان». ومع مقتل العشرات أمس ، قالت الدول الغربية ان الاسد لم يطبق الخطة، ودعت بعض تلك الدول الى اتخاذ تحرك دولي جديد بشان سوريا. وابلغ جان ماري غيهينو نائب انان مجلس الامن بالرسالة عندما اطلع سفراء الدول الاعضاء على وضع مبادرة انان بشان سوريا، وقال انان انه يامل في ان يتحدث الى المجلس الخميس. وبعد رسالة انان، اعلن مجلس الامن الدولي في تصريح قرأته السفيرة الاميركية سوزان رايس، تاييده لمطالبة السلطات السورية بوقف المعارك قبل 12 ابريل في الساعة السادسة صباحا بتوقيت دمشق. ورفضت رايس في حديثها مع الصحافة فكرة ان يكون المجلس حدد مهلة جديدة في 12 ابريل بعد انقضاء المهلة الاولى. وقالت «لا ارى كيف يكون ذلك مهلة جديدة، فالمهلة انتهت اليوم(امس)، مضيفة «المهلة انتهت واعمال العنف استمرت». وقالت رايس ان «الولاياتالمتحدة ترى انه من المشين ان تكون الحكومة (السورية) قدمت وعودا ولم تحترمها، لكنه غير مفاجئ». واضافت «سنصل قريبا الى لحظة الحقيقة» موضحة ان «المرحلة التالية تقضي بمضاعفة الضغوط» على نظام الرئيس السوري بشار الاسد.وتريد بريطانيا من المجلس دراسة اصدار امر ببدء التحقيق في ارتكاب النظام السوري جرائم ضد الانسانية، بحسب وزير الخارجية وليام هيغ. وقال «اذا فشلت العملية، فان بريطانيا مستعدة للعودة الى مجلس الامن الدولي والدعوة مرة اخرى الى رد دولي موحد على هذا التهديد الواضح على السلام والامن الدوليين». من جانبه قال السناتور الجمهوري الاميركي جون ماكين من احد مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا ان الجهود الدبلوماسية لوقف العنف في سوريا «فشلت» وان على العالم ان يرسل مساعدات عسكرية للمتمردين لوقف مزيد من القتل. وقال ان «الوضع في سوريا هو نزاع مسلح. هذه حرب». من جانبه، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انان الى تكثيف الضغط على المعارضة السورية خلال محادثة هاتفية بحسب ما اعلنت الخارجية الروسية.وقتل 52 شخصا بينهم 28 مدنيا في اعمال عنف في سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان أمس الثلاثاء الذي كان يفترض ان يشهد انتهاء سحب الاليات العسكرية من المدن وسريان مهلة لوقف اطلاق النار، بموجب خطة انان. وقال المرصد في بيان ان 52 شخصا قتلوا هم 28 مدنيا و19 عنصرا من القوات النظامية وخمسة منشقين. وقتل سبعة مدنيين في قصف واطلاق نار في حيي الخالدية وباب تدمر في مدينة حمص (وسط). وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي يزور موسكو قال إن بلاده قامت «بسحب بعض وحدات الجيش من بعض المحافظات، وسمحنا لاكثر من 28 محطة اعلامية بالدخول الى سوريا (...)، واستقبلنا رئيس لجنة الصليب الاحمر الدولي ووصلنا الى تفاهمات في شان استقبال المساعدات وايصالها الى المحتاجين... وتم الافراج عن عدد من المعتقلين». واشار الى ان «ان وقف العنف المستدام يجب ان يكون متزامنا مع وصول بعثة المراقبين الدوليين» الذين تنيط بهم خطة انان مهمة مراقبة وقف اطلاق النار. وعلى الاثر، طالب رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون كل الاطراف الدولية باتخاذ «الاجراءات اللازمة لوقف فوري للقتل» في سوريا و»اجبار النظام» على تنفيذ تعهداته.