في غرفة رقم 123 بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ترقد على السرير الأبيض الفتاة اليمنية لول طالب ذات التسعة عشر ربيعًا، وهي تصارع سرطان الوجه، أحد أندر أنواع السرطانات عالميًا، نظرًا لخطورته وصعوبة علاجه. ورغم أن المرض بدأ بألم بسيط في اللثة إلا أنه أخذ في التطور والانتشار حتى أرهقها ودمر وجهها بالكامل، وباتت طريحة الفراش، رهينة الآلام، تنتظر رحمة الله. «المدينة» التقت والدها خالد طالب ليروى قصتها قائلا: «بدأت حالة ابنتي منذ عامين ونصف في اليمن، حين ظهرت حبة ورم صغيرة في لثة فمها العليا، وبعد الكشف عليها ظهر للطبيب أن الورم حميد، وتلقت العلاج لكن بعد فترة عاودها الألم مرة أخرى وبشكل أكبر، مما دفع الطبيب لتحويل حالتها في الخارج نظرًا لقلة الإمكانيات الطبية المتوفرة باليمن، وبالفعل انتقلنا إلى القاهرة لمدة ثلاثة أشهر حيث شخص طبيبها بأن المرض سرطاني خبيث وعنيف قام باستئصال اللثة العلوية والأسنان بالكامل وتركيب أخرى صناعية. وأكمل خالد بحزن عميق: عدنا لليمن بعد العلاج في مصر، ولكن بعد شهرين عاد الورم إليها مرة أخرى، فلجأنا للعلاج الكيميائي، لكن المرض كان يستصعب علاجه لذلك أتينا للمملكة منذ شهرين ونصف بحثًا عن أمل في العلاج. وتابع حديثه قائلا: ابنتي في حالة يرثى لها، وهي الآن ترقد في قسم التنويم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز منذ شهرين، وتتلقى المسكنات والمهدئات بعد أن قامت بعملية فتح في المعدة والقصبة الهوائية لتتمكن من التنفس والتغذية، ويتابع حالتها الدكتور أحمد اليماني الأستاذ المشارك واستشاري جراحة الفم والوجه والفكين بكلية طب الأسنان بجامعة الملك عبدالعزيز، والذي أقدم له كل الشكر والعرفان على ما يقدمه. وأضاف: لول هي الابنة الثانية بين ستة أبناء، وقد قمت ببيع البيت وكل ما أملك، وأنفقت على تكاليف علاجها حتى الآن 3 ملايين ريال يمني، أي ما يزيد عن 52 ألف ريال سعودي، ولكن السرطان الذي أصابها كان يعاودها كل مرة بالكثير من الألم. وقال طا لب: إن ابنته ترغب في رؤية والدتها لكنها لم تتمكن من الدخول للمملكة لأن اللوائح تشترط دخول مرافق واحد فقط مع المريض وحتى في المستشفى لا استطيع البقاء معها إلا في فترات الزيارة الرسمية لأنها منومة في القسم النسائي. ووجه طالب نداءه إلى محبي الخير في مملكة الخير، قائلاً: إنني استرحم فاعلي الخير بتقديم أي مساعدة تطوعية تساهم في علاج ابنتي في مركز متخصص للأورام السرطانية، كما استرحم كافة الجهات المعنية بأن ترعى حالتها الإنسانية وتيسر لنا إجراءات علاجها المكلف.