حُسن ظنك بربك من أسباب شرح صدرك، بأن تعتقد أن الله كاشف غمك، وكاشف بلائك، ومُخلِّصك من الهموم والغموم، فكلما أحسنت الظن بربك حقق لك الخير كله. يقول الله جل وعلا: «أنا عند ظن عبدي بي فإن ظن بي خيرًا فله، وإن ظن بي سوى ذلك فله». أيُّها المسلم، إن تقوى الله، وترك المعاصي والسيئات من أسباب انشراح الصدر. قال جل وعلا: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)، فتقوى الله سببٌ لانشراح الصدر، وقرة العين، وطيب النفس، والمعاصي سببٌ للمصائب كلها، (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير)، وقال: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ)، وما يعاقب به المسيء من الهم والغم، وضيق الصدر، وقسوة القلب، وتشتت الأمر إنما هي عقوبة معجلة له في هذه الدنيا، ونار تتأجج قبل نار الآخرة، قال تعالى: (فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى). ومن أسباب انشراح الصدر المحافظة على فرائض الإسلام ونوافلها، يقول الله جل وعلا في الحديث القدسي: «وما تقرب لي عبدي بشيء أحب إليّ ممّا افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولأن سألني لأعطينه، ولأن استعاذني لأعيذنّه»، ومن أسباب انشراح صدر المسلم، أن تكون الآخرة أكبر همّه، وغاية مراده، فمن كان كذلك شرح الله صدره، وجعله في حياته في سعادة أبدية.