كرّمت «المدينة» صباح أمس الشابين محمد إسماعيل، ومصطفى أحمد منقذي طفل النزلة الذي تعرض منزل ذويه لحريق قبل أسابيع، حيث استقبلتهما بمقر الجريدة في جدة بعد عودتهما من مدينة الرياض، وأكد الشابان أن دقائق قليلة كانت فاصلة بين الموت والحياة أثناء إنقاذ الطفل من الحريق وانفجار أسطوانة الغاز. «المدينة» رافقت الشابين من مطار الملك عبدالعزيز بجدة بعد عودتهما من مدينة الرياض، وتكريمهما من قبل مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد التويجري وفق ما نص عليه التوجيه الكريم، حيث تسلّما نوط الإنقاذ، ونوط الأمن، ومكافأة مالية قدرها 100 ألف ريال لكل منهما. وقدم مدير عام مؤسسة «المدينة» للصحافة والطباعة والنشر الأستاذ محمد ثفيد شكره للشابين أثناء استقبالهما، وقال إن ما قدمتماه كان فخرًا لكل مواطن ومقيم على أرض المملكة، ودليل شجاعة وحرص على أمن هذا الوطن، وحياة مواطنيها ومقيميها، وأضاف: نردد دائمًا إن المواطن والمقيم هما أعين رجال الأمن، وعندما شاهد سكان جدة موقفكما البطولي، وتعريض حياتكما للخطر من خلال مقاطع الفيديو التي انتشرت، كنا فخورين بما قدمتماه من تضحيه لإنقاذ طفل وسط صرخات والدته. وأكد ثفيد أن «المدينة» ومن منطلق المسؤولية الاجتماعية تقدم لكما هدية بسيطة تقديرًا لشجاعتكما، وحرصكما على سلامة وأمن كل أبناء الوطن والمقيمين على أرضه. ومن جهته قدم الشاب محمد إسماعيل شكره ل»المدينة» على تكريمها، وقال: ما قدمته جزء بسيط لهذا الوطن الغالي، ومتأكد أن أي مواطن لو كان في موقفي وشاهد صراخ الطفل طالبًا إنقاذه لفعل أكثر من ذلك. وأضاف: مازال منظر الطفل وصراخه والنيران خلفه أشاهدها أمامي كلما تذكرت الحادث. أمّا مصطفى أحمد فروى تفاصيل الحادث قائلاً: كنت خارجًا من المسجد بعد أداء صلاة الظهر، عندما شاهدت الادخنة تخرج من إحدى الشقق، وشاهدت الاسرة وهي تخرج من العمارة في حالة ترثى لها، عندها ركضت مسرعًا للمنزل للإنقاذ، وكانت الأم تصرخ لوجود طفلها بالشقة، بعد ذلك شاهدت الطفل وهو يصرخ من نافذة الشقة، وتسلّقت أنا وصديقي محمد المنزل باستخدام السلم، وحاولنا خلع الشبك الحديدي للنافذة، أو تكسير الجدار باستخدام «المفك» ولكن لم نستطع، عندها أحضرنا «عتلة» وقمنا بخلع الشبك الحديدي للنافذة وأخرجنا الطفل، وخلال دقائق قليله انفجرت أسطوانة الغاز. وأضاف مصطفى: عندما أنقذنا الطفل (أنا ومحمد) توجه كل منا إلى منزله، وتفاجأنا في اليوم الثاني بأحد رجال الدفاع المدني يبحث عنا في الحي، وقام الجيران بايصاله للمنزل، وأخذ أسماءنا ومعلومات عن الحادث، وتلقينا اتصالاً بعد أيام يطلب حضورنا للتكريم. الجدير بالذكر أن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وجه بمنح نوط الإنقاذ ونوط الأمن ومكافأة مالية قدرها 100 ألف ريال لكل من الشابين، وسلم مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد عبدالله التويجري اول امس نوط الإنقاذ ونوط الأمن والمكافأة المالية لهما.