بسم الله الرحمن الرحيم {وَسِيقَ الَذينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إلَى الجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ العَامِلِينَ (74)} الزمر، صدق الله العظيم. • قدّر الله علينا مصيبة موت شقيقي الحبيب الدكتور عبدالعزيز صديق جستنية -رحمه الله- ولا رادّ لقضاء الله، وله الحمد في السرّاء والضرّاء، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم، فقد توفي بتاريخ 4/5/1433ه بعد معاناة مع المرض، وبإذن الله سيكون في ميزان حسناته، ورفعًا لدرجاته. • مصابنا نحن أسرته، وأهله، ومحبيه أليم، لكن الله كريم رحيم، كان -رحمه الله- بارًّا بوالديه -يرحمهما الله- وإخوانه وأبناؤه، محبًّا لزملائه وأصدقائه، لم تسمع منه كلمة سوء في حق أحد، وكان كريمًا متسامحًا، دائم الابتسامة، رغم معاناته، صابرًا محتسبًا عند الله الأجر والثواب. • عاصرت صباه وشبابه، وكنت أستاذًا له بالجامعة، وأشهد الله أنه كان ملتزمًا دينيًّا، متفوّقًا علميًّا، جامعًا لكل صفات الأخلاق الحسنة، عطوفًا على أشقائه، وأهله، وأبنائه، وقد كرر ذلك لنا الكثير من معارفه -رحمه الله-. • في بداية مرضه الأخير؛ رأيت في المنام والدتنا -رحمها الله- وهي ترتدي ثياب العزاء البيضاء، وكانت تبكي بحرقة، فسألتها عن السبب؟ فقالت: إنها تشعر بألم شديد في رجلها اليمنى، فطمأنتها، وقلت لها: لا تبكِ.. فاليوم هو يوم العيد، فكفكفت دموعها، وربتت على كتفي وسكتت، صحوت من النوم وقد انتابتني مشاعر لا يعلمها إلاّ الله، وخفت على حبيب الجميع أخي وشقيقي عبدالعزيز -رحمه الله تعالى رحمة واسعة- ولم أخبر أحدًا من الأهل إلاّ بعد وفاته، وقلت لهم: لعله فرح الأم بلقاء ابنها وحبيبها في البرزخ، والجنة إن شاء الله تعالى. • لا أجد كلمات في رثائه أصدق من مشاعري التي لم أستطع أن أعبّر عنها بما يستحق أخي وحبيبي، وأسأل الله لي، ولأشقائي، وأهله، وأبنائه، ومحبيه الصبر والاحتساب، وله فسيح الجنة في الفردوس مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، (إنّا لله وإنّا إليه راجعون). • اللهم إن عبدك عبدالعزيز بين يديك، فارحم غربته، واغفر له، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، واخلفه خيرًا في أهله وذريته، وأجمعنا وإيّاه في جنات النعيم مع سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللهم آمين.