دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السلطات السورية أمام القادة العرب في قمة بغداد أمس إلى القبول بالمبادرة الدولية، والمعارضة إلى التعاون مع المبعوث الدولي كوفي أنان. وحذر من أن «النزاع في سوريا قد يشكل خطرًا على المنطقة والحكومة فشلت في حماية شعبها وقد وضعت الشعب تحت ضغط القوة». وأكد إعلان بغداد الذي أصدرته القمة العربية أمس على دعم القادة العرب للتطلعات والمطالب المشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية وحقه في رسم مستقبله وفى التداول السلمي للسلطة وإدانة أعمال العنف والقتل وايقاف نزيف الدم والتمسك بالحل السياسي والحوار الوطني ورفض التدخل الأجنبي في الأزمة السورية حفاظا على وحدة سوريا وسلامة شعبها ويؤكدون دعمهم والتزامهم بالقرارات الصادرة عن الجامعة العربية بهذا الشأن. وبينت القمة في إعلان بغداد على الدعم القوي لمهمة السيد كوفي عنان لإطلاق حوار سياسي بين الحكومة وجماعات المعارضة السورية استنادًا لما نصت عليه المرجعيات الخاصة بولاية هذه المهمة والتى اعتمدت من قبل الأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية، وتضمن الإعلان: تبني القمة العربية رؤية شاملة للإصلاح السياسي والاقتصادي في العالم العربي بما يضمن صون كرامة المواطن العربي وتعزيز حقوقه في ظل عالم يشهد تطورًا متسارعًا في وسائل الاتصال وبما يلبي مطالب الشعوب العربية في الحرية والعدالة الاجتماعية والمشاركة السياسية التي جسدتها التطورات التي تعيشها شعوبنا العربية ودعت القمة في إعلان بغداد الذي أصدرته أمس إلى تحقيق التكامل الاقتصادي العربي للنهوض باقتصادات الدول التى شهدت هذه التغيرات مما يتطلب دعمًا عربيًا يؤمن مستقبلاً آمنًا وزاهرًا لأجيالها . الإشادة بالتطورات في المنطقة وأشاد الإعلان بالتطورات والتغييرات السياسية التي جرت في المنطقة العربية وبالخطوات والتوجهات الديمقراطية الكبرى والتي رفعت مكانة الشعوب العربية وعززت من فرص بناء الدولة على أسس احترام القانون وتحقيق التكافل والعدالة الاجتماعية وحيّت القمة الشعوب التي قادت هذه الخطوات . وشدد على ضرورة تسوية الخلافات العربية بالحوار الهادف البنّاء وبالوسائل السلمية والعمل على تعزيز العلاقات العربية العربية وتمتين عراها ووشائجها والحفاظ على المصالح القومية العليا للأمة العربية والإشادة بالمبادرة والجهود الرامية إلى حل الأزمات في الإطار العربي.. والدعوة إلى مواصلة الجهود الرامية إلى تطوير وإصلاح منظومة العمل العربي المشترك ووتفعيل آلياتها والارتقاء بأدائها بما في ذلك الدور إلى سيضطلع به البرلمان العربي ومجلس السلم والأمن العربي بالشكل الذي يساهم في إيجاد سياسات فاعلة لإعادة بناء المجتمع العربي المتكامل في موارده وقدراته لتحقيق العدالة الاجتماعية ومواجهة تحديات المرحلة ومواكبة التطورات السيياسية التي تشهدها المنطقة العربية. إصلاح الجامعة بالدعم المالي وأكد على أن الاصلاح المطلوب للجامعة العربية يتطلب دعمًا ماليًا لموازنتها يتمثل كمرحلة أولى في إعادة النظر في هيكلها التنظيمي من أجل تطوير مؤسساتها المتعددة وإعادة تشكيلها وتفعيل أدائها والالتزام بقراراتها. وتشيد القمة بجهود اللجنة المستقلة لبحث تطوير منظومة العمل العربي المشترك والعمل على توفير الإمكانات اللازمة لمواصلة عملها حتى يتحقق الهدف من إنشائها في تعزيز مكانة الجامعة العربية بين كافة المنظمات الاقليمية والدولية ومواكبة التحديات التى تواجه الشعوب العربية في هذه المرحلة. إدانة الإرهاب وأعرب القادة العرب عن إدانتهم للإرهاب بكافة صوره وأشكاله وأيًا كان مصدره ومهما كانت دوافعه ومبرراته وضرورة العمل على اقتلاع جذوره وتجفيف منابعه الفكرية والمالية وإزالة العوامل التي تغذيه ونبذ التطرف والغلو والابتعاد عن الفتاوى المحرضة على الفتنة وإثارة النعرات الطائفية وحث المؤسسات العربية المعنية على زيادة التنسيق فيما بينها لمكافحته. إدانة وجود السلاح النووي وشدد إعلان بغداد على أن وجود أسلحة نووية في المنطقة يمثل تهديدًا خطيرًا على الأمن العربي والإقليمي الدولي، وأن إخفاق مؤتمر 2012 في تحقيق أهدافه سيدفع الدول العربية للبحث عن خطوات لضمان أمنها. كما أكد الإعلان على أن حق الدول غير القابل للتصرف في استخدام وامتلاك وتطوير التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية طبقًا لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ورفض محاولات تضييق هذا الحق وفرض القيود عليه، بينما تمنح التسهيلات لبعض الدول غير الأطراف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. دعم القدس ووجه القادة العرب تجية إكبار وإجلال للشعب الفلسطيني في نضاله للتصدي للعدوان الإسرائيلي المستمر عليه وعلى أرضه ومقدساته وتراثه، ودعم صموده من أجل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والمتصلة وعاصمتها القدسالشرقية، وأدانوا بشدة الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة على الشعب الفلسطيني وعلى الأراضي الفلسطينيةالمحتلة.. واستمرار إسرائيل في نشاطاتها الاستيطانية بالرغم من الإدانات الدولية لهذه الممارسات غير الشرعية والانتهاكات للقانون الدولى الإنساني ولمواثيق حقوق الإنسان وتفعيل القرارات العربية والإسلامية والدولية في مواجهة ممارسة القمع والانتهاكات الإسرائيلية في غزة وعموم الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. ويعربون عن دعمهم الكامل لمدينة القدس وأهلها الصامدين والمرابطين على أرضهم في مواجهة العدوان الاسرائيلي المتواصل عليهم وعلى مقدساتهم وخاصة على المسجد الأقصى المبارك، ويعلنون دعم ومساندة نتائج مؤتمرالقدس الذي انعقد في الدوحة شهر فبراير الماضي لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة على هذه المدينة المقدسة. وأكد القادة العرب في إعلان بغداد على أن القدسالشرقية جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 وأن جميع الاجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي باطلة قانونًا ولا يترتب عليها إحداث أي تغيير على وضع المدينة القانوني كمدينة محتلة ولا على وضعها السياسي باعتبارها عاصمة لدولة فلسطين، ويؤكدون على ضرورة التوصل الى حل عادل للصراع العربي الإسرائيلي على أساس الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية والتأكيد على أن السلام العادل والشامل في المنطقة لن يتحقق إلا من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والانسحاب من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري حتى خط الرابع من يونيو 1967 تطبيقا لقرار مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967 والتوصل لحل عادل ومتفق عليه لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين بما في ذلك حق العودة ورفض كافة أشكال التوطين والتأكيد على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدسالشرقية.