قد لا يلوم العقلاء الأمانة، عندما تُلزم أصحاب المحطات، والمحلات التجارية بتكسية واجهاتهم بالرخام، والديكورات المناسبة للشوارع الرئيسة، ومن ضمنها مخطط الأمير نايف، والذي يعتبر من الأحياء العصرية بالمدينةالمنورة، وواجهة المدينةالغربية في استقبال الحجاج، والزوّار، والمعتمرين، والعابرين عبر الخطوط الدولية المتجهة إلى الأردن، والكويت، والعراق؛ ليكون صورة مشرقة ومشرفة لباقي الأحياء، تعطي انطباعًا للزوّار عن أحياء المدينة خاصة، والمملكة عامة في الوقت الذي يطال الإهمال هذا المخطط من الداخل، إذ لم يتم تدارك وضعه، وزفلتة شوارعه، ورصفه ممرات المشاة كاملة. ولولا جهود شركة النظافة، وتجاوبها مع شكاوى بعض المواطنين، وفرقها المتجولين بصفة مستمرة في أنحاء المخطط لرفع المخلفات والنفايات التي يرمي بها في الحفريات والمرتفعات من مساحة المخطط لردمت الشوارع تحت هذه المخلّفات! وبالرغم من زفلتة شوارع هذا المخطط، والتي تزامن عمرها مع الثلاثة عقود الماضية من عمر هذا المخطط، وهي المدة التي مضت على تأسيس هذا المخطط لازالت بعض الشوارع على زفلتتها القديمة لم تستطع الصمود أمام عوامل الزمن، إذ سرعان ما تصدّعت لسوء تنفيذها، وعدم صيانتها بصفة دورية، بالرغم من تحديث بعضها بزلفتتها من جديد إلاّ أن معظم الشوارع الباقية لازالت كما هي، تحتاج إلى زلفتة، وكذلك الأرصفة، والتي اكتفى برصف بعض الشوارع بخلطات الأسمنت، وفردها بدلاً من وضع لها حبات البلاط، وترك الآخر كما هو بدون رصيف، الأمر الذي اعتقد البعض من أصحاب العمائر بأن هذا الرصيف الذي يحيط بعمارته مع مرور الوقت يتبع ملكه، وحوّله إلى مستودع للاخشاب، والبعض الآخر يستغله في وضع أغراضه، وما يحتاج إليه، وذلك لعدم تنفيذ الأرصفة لهذه المساحات المخصصة للشوارع، وفي الآونة الأخيرة لوحظ أن أحد المقاولين تكدّست معداته في شوارع المخطط، إلاّ أنه اكتفى بزفلتة بعض الشوارع، ورحل بمعداته من المخطط، وبقيت الشوارع الاخرى كما هي، ونتيجة لهذا الإهمال في المخطط كثرت الأكوام الترابية، والمخلفات في مساحات متعددة من المخطط، وأصبحت مرمى ومجمعًا للنفايات، والأتربة، وأصبح البعض من السكان يفكر جديًّا في الرحيل إذا لم يتغيّر الحال.