لازال مؤسّس الأغنية السعودية الراحل طلال مدّاح -وسيظل- نجم الساحة في كل يوم، فهذا الفنان لا يغيب أبدًا حتى وهو راحل عنا منذ عشرة سنوات، ولكنه يبقى في الذاكرة بعطاءه الكبير وبما قدمه من فن راقي لا يقدمه سواه، هذا بالإضافة إلى إنسانيته وأخلاقه النبيلة وتواضعه الجم وأعماله الخيرية الكثيرة التي لا يعلم عنها أحد إلى الآن، ولكن الذين يعرفون هذا الفنان الإنسان يعرفون هذه الأعمال ويذكرونه دائمًا بها بالخير ويدعون له بالرحمة والمغفرة. في ملحق "الأربعاء" الأسبوع الماضي، سطر قلم كاتب "الأربعاء" المتميز الدكتور عبدالله باقازي بأسلوبه الأدبي الجميل السلس مقالة رائعة عن الأستاذ طلال مداح يرحمه الله، فأعاد لنا الدكتور عبدالله ذكريات رائعة عن الشاعرين الراحلين سعيد الهندي وأحمد صادق يرحمهما الله، وذكرنا بأعمال عديدة كتبها هذين الشاعرين الكبيرين، وغناها طلال مداح بصوته الذي لا أجمل منه، فتذكرت أغنيات: "صحا الطير" و"يا موقد النار" و"أقبل العيد" و"يا حج يا مبرور" وروائع أخرى للشاعر سعيد الهندي، وتذكرنا أغنيات: "مشاعل بالحي" و"في الطريق مرة قابلني" و"يا سمر تمر دائمًا" و"أذكروني يا رفاقي".. الله الله من روائع أعادها إلينا القلم المبدع قلم الدكتور الأديب عبدالله باقازي والذي أكد أيضًا أن مرحلة طلال مداح الأولى حفلت بالعديد من شعراء الأغنية إلى جوار سعيد الهندي وأحمد صادق، أبرزهم: خالد زارع الذي زامل طلال وصادقه منذ البداية، وكذلك الشاعر «المنتظر»، وغيرهم. شكرًا لأديبنا الدكتور باقازي، وللعلم فإن للدكتور عبدالله ذكريات فنية كثيرة، فلقد عاصر العديد منها، وأنا عبر هذه الأسطر أتمنى منه أن ترى هذه الذكريات النور من خلال "الأربعاء"، وخاصةً ذكريات وقصص الفنان المؤسّس الأستاذ طلال مداح. * * * وأيضًا بهذه المناسبة، أود أن أشيد وأقدم تحية تقدير كبيرة للأستاذ فيصل سعد الجهني الذي أتحفنا بمقالة رائعة في "الأربعاء" قبل أسابيع قليلة وبالتحديد يوم 23 ربيع الأول الماضي، وكانت المقالة بعنوان: "نفعيون.. وليسوا فنانين!"، وقد كانت مقالة فنية تحمل مضمونًا هادفًا، ومن ضمنه ما قاله الكاتب: "قبل ما يقارب الأربعين عامًا فقط كان ثمة صوت عذب يصدح دائمًا بين البساتين: حبيبي يا حبيبي كتبت اسمك على صوتي كتبته في جدار الوقت على لون السما الهادي على الوادي... على موتي وميلادي وفي لحظة تجل أخرى لا تتكرر: غربتنا غربة ليل يبحث عن نجومه دمعتنا تروي الليل وتبدد همومه ويطل علينا الشاعر إياه مع صوته الخالد.. مرة أخرى من خلف شمس الجمال: الله يعلم إني حاولت.. حاولت أسند على كفي السما وأناظر الشمس أشرب عن عيونك ظما أشرب ظما الشمس وقلتلي عسى جفنك ما يحترق حاولت ما أغمض عيوني.. حاولت ما نفترق. .. كم كنا محظوظين حقا، ونحن نرتشف آخر بقايا ذلك الزمن الجميل!!. * * * ونحن أيضًا أخي فيصل كنا محظوظين بمعاضرة آخر رواد الفن الحقيقي. فشكرًا لك. إحساس ما دام قلوبنا مشتاقة.. لنار الحب وعذابه مسير الحي يتلاقى.. ويتهنّى مع أحبابه مسير الدنيا تتبّسم.. ويلتقي عندها العالم وكل إنسان يتعلّم ويتعلّم.. بغلطه ماتعود ثاني