لأديب الطائف محمد الزايدي (صاحب أول مكتبة ثقافية بالطائف ومن أوائل مؤسسي نادي الطائف الأدبي) ذكريات مع الراحل الموسيقار الفنان طارق عبدالحكيم -يرحمه الله- عبّر عنها بقوله: لقد فقد الوطن رجلًا متعدد المواهب، ومن أرسى للموسيقى صرحًا موسيقيًا يرتكز على رؤية معرفية ذات قيمة إحساسية كبرى، امتزج فيها الوعي بقيمة التراث، والسعي إلى التناسق مع الجديد في عالم الموسيقى بما يتناسب مع الذائقة ومع الكلمة. ويضيف الزائدي: الراحل طارق عبدالحكيم نتذكره عندما نؤرخ البدايات، فقد شهدت الطائف مراحل صباه، وخاصة ضاحية المثناة «درة وادي وج»، فكانت بساتين الطائف تثمر بثمار مختلفة ألوانها، وطارق يثمر لحنًا وموسيقى، فكان لجمال الطبيعة ووجود طارق في الطائف دورًا بارزًا في انفتاح موهبة هذا الفنان الكبير، ولن ننسى بستان الرقاب الكبير الذي كان يزرعه أخواله من آل أبو ظهر من كبار قبيلة طويرق الثقفية، وبستان الرقاب هو تاريخيًا بستان الخبزة الذي كتب عنه الفيروز ابادي مؤلف القاموس المحيط رسالته المشهورة (فصل الدر عن الخرزة في فضل قرية السلامة على الخبزة) والتي سكنها الفيروز ابادي لعدة سنوات قبل أن ينتقل إلى اليمن ووفاته بها سنة 817ه. وعن علاقته بالموسيقار الراحل، قال الزائدي: عملت معه مدة عامين محاسبًا لمدرسة الموسيقى في الطائف قبل نقلها إلى الرياض، كما أننا كنا نزاول لعب كرة القدم بنادي الكواكب في الطائف في بدايات نشوء الحركة الرياضية في عهد الملك عبدالعزيز، والحقيقة أن الذكريات عن طارق عبدالحكيم لا تكتمل إلا إذا تذكرنا من لحّن كلماتهم وغنّاها وفي مقدمتهم الشاعر الكبير سمو الأمير عبد الله الفيصل (محروم) رحمه الله في أغنية «يا ريم وادي ثقيف»، وممن كتب لطارق الشاعر الكبير محمد الفهد العيسى (الفهد التائه) أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية.. ما أحلى تلك الأيام صحبة الأكارم الذين يستحقون منا في وداع طارق تذكّرهم لإنهم اسهموا في نجاح طارق حتى احتل مركز عميد الفن الموسيقي إلى جانب رتبة العميد العسكرية، وقد كتب زميلنا في مدرسة الموسيقى الأديب السوداني (نقد عبدالقادر نقد) عن طارق عبدالحكيم أول كتاب عن حياته، كما أنني اسهمت في جمع كتاب «شدو البلابل» ولي المقدمة الثانية في الكتاب بعد مقدمة طارق. ويختتم الأديب محمد الزائدي عن الراحل الكبير بقوله: رحم الله أبا سلطان.. والعزاء لكل أحبابنا.. وألفت النظر إلى ما كُتب عن تاريخ الرياضة أيضًا ففيه لمحات مضيئة عن نشاط طارق عبدالحكيم الرياضي كلاعب كرة قدم أيضًا، والحديث يطول ويتشعب لو أردنا احصاء مواهب طارق رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.. وصادق الدعاء لله جل وعلا بأن يتغمد الفقيد العزيز بواسع رحمته ويلهم أسرته وعائلته ومتذوقي الفن الأصيل الصبر والسلوان.