يومًا بعد الآخر تثبت إسرائيل لكل العالم بأنها الدولة الأكثر عدوانية وعنفًا في المنطقة. وتسعى في كل الأحوال إلى استغلال الظروف التي تمر بها المنطقة لانشغال العالم والعرب بما يجري في سوريا من سفك للدماء وترويع للآمنين وقيام آلة حرب بشار بتوجيه بنادقها ورصاصها إلى صدور المدنيين السوريين فقط لأنهم يريدون حكمًا عادلاً وحقهم فى الحياة الحرة الكريمة. وإذا كانت إسرائيل تمطر غزة بالصواريخ وترتكب المجازر يومًا بعد الآخر وتلقي بآلاف الفلسطينيين في سجونها وتهدد بالاجتياح ولا تأخذها رأفة أو رحمة بالأطفال والنساء فإن نظام بشار من نفس طينتها ويلتقي معها في الأسلوب الهمجى العدواني ذاته؛ لأنه يحصد أرواح الناس الآن في إدلب وحمص وحماة وريف دمشق ويسحق ويدمر في بابا عمرو والزبداني، إذن لا فرق بين جزار وجزار كلاهما متشابهان وكلاهما ضد الإنسانية ويفترض أن يقدما إلى محكمة الجنايات الدولية. وإسرائيل قد تكون محكومة بعدائها التاريخي للحق الفلسطيني؛ لأنها جزء زُرِعَ فى المنطقة بمسوغات خاطئة ودعم للبقاء ومددت جذوره في أرض غريبة عليه بالرغم من وجود أصحابها الحقيقيين وهم الفلسطينيون لذا «كمغتصبة للأرض» تحاول البقاء بالقمع والعنف والقتل؛ لأنها تعلم أنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح وأن عليها عاجلاً أم آجلاً أن ترضخ وتعطي الحقوق لأهلها وما تقوم به مجرد ممانعة.. لكن ماذا عن بشار الأسد والطغمة المتحكمة الآن في مفاصل الحكم بسوريا؟ ولماذا تكون وحشيتهم مطابقة تمامًا لوحشية الإسرائيليين عند التعامل مع الفلسطينيين؟ حالة بشار تعني أن الثورة في سوريا نضجت والوقائع على الأرض ليست كما كانت قبل عام ثم أن كل ألاعيب النظام وحيله قد كُشِفَتْ ويحاول تمديد فترة بقائه بالترهيب والترغيب وشراء الوقت لكن المعطيات تشير إلى أنه نظام زائل وستعود سوريا إلى حضنها العربي حرة مستقلة ديمقراطية كما سيحصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة في وطن ودولة عاصمتها القدس الشريف وغدًا تشرق شمس الحرية.