تطالعنا وسائل الإعلام المختلفة المقروءة منها والمسموعة والمرئية بسلوكيات خاطئة من بعض الطلاب وبعض المعلمين لا تليق بالعملية التعليمية ولا بشرف رسالة المعلم يجب معالجتها، وبحسب مصادر تعليمية مطلعة شهدت الثلاثة الأعوام المنصرمة أكثر من 90 حادث اعتداء على المعلمين، تفاوتت ما بين الإصابات الجسدية الخطيرة والمتوسطة، وتركزت جلّ الاعتداءات كذلك على سيارات المعلمين وتهشيمها وإعطاب عجلاتها وملء وقود سياراتهم بالحجارة والرمل، ناهيك عن رسائل الاستفزاز والتهديد للمعلمين، خاصةً في المرحلة الثانوية. ورسالة المعلم رسالة عظيمة سبقه عليها الرسل عليهم صلوات الله وسلامه، وآخرهم نبي هذه الأمة ورسولها محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (بعثت معلمًا) أي شرف يناله من امتهن مهنة التعليم، وبدون شك إن تلك السلوكيات من اعتداء بعض الطلاب على معلميهم واعتداء بعض المعلمين على طلابهم سلوكيات تنافي أسس التربية والتعليم إذ يجب على المعلم أن يكون ملمًا بهذه الرسالة العظيمة، ملتزمًا بأحكام الشريعة الإسلامية السمحة، ومتقيدًا بالأنظمة والقوانين والتعليمات التنظيمية وحسن السيرة والسلوك.. متأدبًا بآداب الدين القويم، وحتى نوصل الرسالة على أكمل وجه؛ على المعلم احترام إنسانية الطالب ومعاملته معاملة تربوية، يتحقق من خلالها له الأمن والطمأنينة والثقة في معلمه وتنمية شخصيته وغرس السلوك الحميد ومحبة التعليم ومودة الآخرين في نفسه. ومن ثم متابعته في تحصيله الدراسي وتنمية مواطن الإبداع لديه وتشجيعه ومعالجة الضعف والتقصير بالطرق التربوية السليمة. من الصعب أن يتعلم التلميذ بالقوة.. العلم لا يمكن أن يتم توصيله بدون ثقة الطالب في معلمه واحترام معلمه، وكذلك احترام المعلم لإنسانية الطالب. والله من وراء القصد. عبدالمطلوب مبارك البدراني - وادي الفرع