شيطاني ملقوف، وعندما يحضرني يهزمني في أيّ حوار، لأنه يَحُكُّ قاع قِدْرَ موضوع الحوار كأنه سلك نحاس ياباني مع صابون فيري مُذيب للدهون!, مرّة وسْوَسَ لي: قليلة هي حالات الفساد التي أعلنت الهيئة عن ضبطها!. قلت: أعوذ بالله، لا تلفّ ولا تدور، هاتِ الهرْجة من آخرها!. قال: هذا له عدّة تفسيرات محتملة: إمّا أنّ حجم الفساد قليل، وهناك مبالغة من قبل الرأي العام في تقديره، إذن فلماذا حجم الهيئة كبير و يكاد يرقى لوزارة؟. وإمّا أنّ استراتيجية الهيئة هي الكتمان، حتى بعد الانتهاء من كشف الحالات وتحويلها للجهات المختصّة، وهنا نخسر أهمّ أهداف إنشاء الهيئة وهو ردع الآخرين عن الفساد بالكشف عن الفاسدين ومعاقبتهم على العلن!. وإمّا أنّ الفساد خفيّ، ويتستّر وراء جُدُر، ويصعب كشفه، مثل يأجوج ومأجوج في اختفائهم وتستّرهم وراء سدّهم، وهنا نحتاج لتدعيم الهيئة بخبرة أمهر وكوادر أكثر وآليات أمكر وصلاحيات أكبر وخُطط أشطر!. يا آدمي، والكلام لا زال له: الفساد ليس تجاوزا إداريا محدودا لموظّف متواضع فيما كلّفته به جهة وظيفته من عمل خارج وقت الدوام أو انتدابات، بل هو أكبر من ذلك، ممّا يستحقّ المكافحة الحقيقية والصارمة!. انتهى الحوار، وكالعادة انتصر هو، وألم أقل لكم إنه شيطان ملقوووووووف، ويا ليت الهيئة تُغشّشني بما أقوله له لأهزمه ولو لمرّة واحدة!.