دفعت عشرات الشركات العاملة في مجال النقل البرى بين المملكة وسوريا من ناحية والمملكة واليمن من ناحية أخرى ثمن حالة عدم الاستقرار السياسي في البلدين رغم هدوئها نسبيا في اليمن خلال الأسابيع الأخيرة ، وأعتبر عاملون ومسؤولون ومستثمرون في سوق النقل البري أن الاضطرابات السياسية التي تعيشها سوريا حاليا الأيام تسببت في تعطّل حركة نقل البضائع والركاب عبر البر إلى لبنان وتركيا مروراً بسوريا ، فيما يبلغ حجم الاستثمار في صناعة النقل البرى نحو 67 مليار ريال حسب تقديرات صدرت مؤخرا عن مجلس الغرف التجارية . وكشفت جولة ميدانية ل « المدينة « بين شركات النقل البرى في جدة المعاناة الشديدة للشركات وأن خسارة المستثمرين في قطاع النقل البري وتحديداً مابين المملكة وسوريا وتركيا ولبنان زادت على 60% بسبب الأوضاع الراهنة ،وأن التأثير الأكبر كان في مجال نقل البضائع الزراعية إلى جانب توقف حركة نقل الركاب أيضاً بعدما تعطلت «ثلاثة خطوط للنقل البري وأدت إلى حالة شلل جزئي في حركة المسافرين والعمالة المقيمة ونقل البضائع بينما جنت بعض شركات الطيران الاقتصادي جزءا من إيرادات كانت متوقعة للنقل البرى بعدما اضطر البعض الى السفر بالطيران باعتباره اقل خطرا . وأشار احد المديرين في شركة آسيا للنقل إلى أن خط السير في شركتهم يشمل لبنان وسوريا والأردن و اليمن:» ونحن منذ بداية الموسم الماضي تعرضت شركتنا لازمة بسبب حرب الحوثيين مع المملكة التي أثرت بالتالي على خط النقل المتجه لليمن ، وكان الخط النشط والأفضل بالنسبة لشركتنا .. وبعدها أوقفنا خط اليمن ثم جاءت أحداث سوريا لتقصم ظهر شركات النقل البرى حيث تراجع معدل سفر السعوديين حتى في مواسم الاجازات كإجازة الربيع «. وأوضح «أبو أيمن» احد الموظفين في شركة الناصر لسفريات النقل البري أن أسعار السفر حاليا لسوريا والأردن منخفضة للغاية وتتراوح مابين 300 إلى 320 ريالا ذهابا وإيابا ،مشيرا إلى إجراء تأمين على الركاب ضد الحوادث ، وقال : « نحن نؤمن على 40 راكبا بالرغم أن حمولة الباص 38 راكبا من باب الاحتياط لركوب أطفال مع أمهاتهن «. وكشف عن حالة من الرعب يعيشها الركاب المجبرون على السفر إلى تلك المناطق الخطرة إضافة إلى تخوف شركات النقل من خدمتهم على هذا الخط ،وعن الشركات التي تتعامل معها في مجال التأمين في ظل خطورة الأوضاع الحالية قال : إن للشركة تعاملات مع شركات تأمين ذات سمعة طيبة و لها أنشطة مثل في سوريا والبحرين والأردن ولبنان وغيرها . وأكد السماح للراكب باصطحاب أكثر من حقيبة لكن بزيادة معقولة إذا كان الباص خاليا من الركاب بالرغم من اشتراط 30 كجم للشخص الواحد والظروف الراهنة القاسية . أما بعض سائقي الباصات فتحدثوا على معاناة صعبة جدا في الحدود مابين المملكة وسوريا ومابين المملكة و الأردن فقط بحكم خط السير في هذه الشركة ،وأشار البعض إلى أن المعاناة تزداد بسبب تدقيق إدارة الجوازات مع الركاب في هذه المرحلة الحرجة حيث تستغرق إجراءات الختم على الجوازات من 5 ساعات إلى 8 ساعات . وفى تعليقه على تداعيات الأحداث السياسية الراهنة على حركة النقل البرى أوضح نائب رئيس اللجنة الوطنية للنقل البري بمجلس الغرف السعودية سعيد البسامي أن الأزمة السورية تسببت بالفعل في شلل لحركة النقل البري من السعودية إلى لبنان وتركيا مروراً بدمشق، وأدت إلى عزوف الركاب عن التوجه إلى سوريا لقضاء العطلات وغير كلٌ وجهته إلى مناطق أخرى تتمتع بالاستقرار الأمنى والسياسي . وأشار إلى تأثر المتعاملين فى مجال الخضراوات والفواكه بشكل اكبر بالأزمة عن غيرهم من ناقلى الركاب ، واضطر البعض إلى اللجوء لأسواق بديلة قد تكون تكلفة الاستيراد منها أكبر ، وتطرق إلى حرص شركات النقل البرى على العمل وفق منظومة واحدة لمواجهة التحديات المشتركة. وعن الحوادث التي تحدث في تلك الطرق الطويلة وزيادة معدلات الخطر نتيجة الأوضاع السياسية أكد البسامى تعاقد شركات النقل مع شركات تأمين تقوم بتعويض المصابين ، وقال :» لدينا نظام التأمين الشامل الذي يخدم المسافر مابين الدولتين وفق قواعد واتفاقيات دولية في هذا المجال «.