أمطرت قوات الرئيس السوري بشار الأسد بالصواريخ والقنابل الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة بمدينة حمص أمس الأربعاء، وحولت المباني إلى أنقاض، وقتلت أكثر من 80 شخصًا بينهم صحفيان غربيان. وفيما، هاتف الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد، ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، حيث ناقش معهما الوضع في سوريا. أعلن دبلوماسيون أوربيون أن الاتحاد الأوروبي سيشدد عقوباته على سوريا؛ بسبب مواصلة القمع لتشمل حظرًا على رحلات الشحن الجوية الاتية من هذا البلد.وقال احد هذه المصادر إن «العقوبات الجديدة ستعلن الاثنين المقبل في اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل الذي سيصادق رسميا على هذه العقوبات الجديدة. وانتشلت أكثر من 60 جثة لمقاتلي المعارضة والمدنيين من منطقة واحدة هي حي بابا عمرو بعد القصف الذي وقع بعد ظهر أمس، ورفع عدد الضحايا الذي كان 21 قتيلا في وقت سابق من النهار. وقضى بقصف في ذات المدينة، صحافيان غربيان (أميركية وفرنسي) وذلك في منزل حوله ناشطون مناهضون لنظام الأسد لمركز إعلامي. وفيما طالب المجلس الوطني السوري (المعارضة) وفرنسا أمس، إقامة مناطق آمنة وامكانية الوصول الآمن لاسعاف الجرحى بحمص. عارضت روسيا ذلك، معللة بأن ذلك لن يؤدي إلا إلى تفاقم النزاع والذهاب إلى مواجهات عسكرية خطيرة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن أكثر من 7500 شخص قتلوا منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا منتصف مارس 2011 معظمهم من المدنيين. واوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن بين القتلى 5542 مدنيا و2029 عنصرا من الامن والجيش بينهم اكثر من 400 منشق. وقال وزير الثقافة الفرنسي فريديريك ميتران إن الصحافيين الغربيين اللذين قتلا في حمص هما الأمريكية ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي اوشليك. واعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن مقتل الصحافيين يثبت أن على نظام الأسد التنحي، وقال: «ليس هناك اي سبب لكي لا يحظى السوريون بحق عيش حياتهم واختيار مصيرهم بحرية». وصرح وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه: «طلبت من سفارتنا في دمشق أن تطلب من السلطات السورية ضمان ممر آمن لاسعاف الضحايا بدعم من اللجنة الدولية للصليب الاحمر». واضاف: «طلبت من مدير مكتبي استدعاء السفيرة السورية في باريس». وقال الناشط عمر شاكر من بابا عمرو في اتصال مع وكالة «فرانس برس» عبر سكايب: «قتل صحافيان حين استهدف القصف مركزنا الاعلامي في حي بابا عمرو، كما اصيب ثلاثة او اربعة صحافيين اجانب اخرين بجروح». واضاف شاكر «القصف العشوائي مستمر، وسنحاول اخراج الجثث، لكن ذلك صعب جدا». وكولفن هي في الخمسين من عمرها وتعمل لصحيفة «صاندي تايمز» البريطانية. اما ريمي اوشليك فيعمل مصورا لوكالة «اي بي 3 برس» التي تتخذ من باريس مقرا. وذكرت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية أن الصحافية الفرنسية اديت بوفييه التي تعمل لديها هي بين الصحافيين المصابين. ويجتمع في تونس غدا الجمعة، ممثلو أكثر من خمسين دولة، مع غياب بارز لروسيا، لتوجيه رسالة واضحة إلى النظام السوري ل »وقف المجازر»، ولحض المعارضة على توحيد صفوفها تمهيدا لاحتمال الاعتراف بها لاحقا. يأتي ذلك، فيما اكد وزير المالية العراقي رافع العيساوي أمس ان بلاده ملتزمة بتطبيق العقوبات العربية والدولية التي تصدر بحق أي دولة، وبينها سوريا. وخلال مؤتمر صحافي في باريس اعلن المجلس الوطني السوري انه سيشارك في مؤتمر «اصدقاء سوريا» الذي يعقد غدا الجمعة بتونس وانه سيطلب اقامة «مناطق آمنة داخل سوريا» لحماية المدنيين وافساح المجال امام المعارضة لتنظيم صفوفها. واضاف المجلس في بيان «ندعو اصدقاء سوريا إلى اتخاذ اجراءات اضافية لحماية الشعب السوري عبر اقامة مناطق آمنة في المناطق الحدودية وعبر حماية اللاجئين الذين يصلونها».