أعلن المجلس الوطني السوري اليوم مقتل الناشط والمواطن الصحفي رامي السيد في سقوط قذيفة على حمص، واصفاً اياه بأنه “عين الثورة” في المدينة التي تتعرض لقصف مدفعي وصاروخي من قوات النظام منذ الرابع من فبراير اوقع مئات القتلى، وبذلك يكون السيد ثالث صحفي يلقى حتفه في قصف حمص في ساعات قليلة بعد الامريكية ماري كولفن والفرنسي ريمي أوشليك، وهما من الاعلاميين المحترفين، فيما يمارس الصحافة بشكل مستقل (مواطن صحفي) لنقل احداث الثورة عبر المواقع الالكترونية. وافاد ناشطون بأن رامي السيد (26 عاما، متزوج ووالد لطفلة عمرها سنة ونصف)، احد المواطنين الصحفيين الاكثر نشاطا في نقل احداث مدينة حمص، ابرز معاقل الاحتجاج ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، قتل مساء الثلاثاء عندما سقطت قذيفة على سيارته التي كان يقل بها جرحى وقتلى الى المشفى الميداني في حي بابا عمرو. ورامي السيد هو واحد من آلاف المواطنين الصحفيين السوريين المنتشرين في كل انحاء البلاد، لا سيما في المناطق التي تشهد اضطرابات منذ منتصف مارس من العام الماضي، والذين يخاطرون بحياتهم لتصوير وتحميل اشرطة الفيديو والصور على مواقع يوتيوب وفيسبوك والمدونات الالكترونية، وقتل العديد منهم. ورامي السيد هو ابن عم باسيل السيد (24 عاما)، المواطن الصحفي الذي قتل في 29 ديسمبر الماضي، خلال قيامه بالتصوير في بابا عمرو في حمص. وبعد بضع ساعات من مقتل رامي السيد، قتل في بابا عمرو في حمص في القصف صحفيان غربيان، وجرح آخرون، كما قتل 24 مدنيا سوريا. وودع الصحفي والمصور الفرنسي ريمي أوشليك والصحفية الأمريكية ماري كولفن الربيع العربي في حمص السورية بعد تعرض مقر اقامتهما في المدينة لقصف أدى لوفاتهما. بدورها، أكدت السلطات السورية أنها لم تكن على علم بوجود الصحفيين الغربيين اللذين قتلا في حمص، حسبما أعلن عدد من النشطاء والسلطات الفرنسية، على ارضها. وقال وزير الاعلام السوري، عدنان محمود، لوكالة (فرانس برس): “ليس لدى السلطات اي علم بدخول الصحفي الفرنسي ريمي اوشليك والصحفية الامريكية ماري كولفن او وجودهما على الاراضي السورية، وطلبنا من السلطات المختصة في حمص البحث عن مكان وجودهما ومتابعة الموضوع”. واضاف ان الوزارة تطلب من جميع الاعلاميين الاجانب الذين دخلوا الى سوريا بطريقة غير شرعية مراجعة اقرب مركز للهجرة والجوازات لتسوية اوضاعهم وفق القوانين المرعية. وكانت السلطات الفرنسية اعلنت مقتل كولفن، الصحفية الاميركية التي تعمل لمجلة “صاندي تايمز” البريطانية، والمصور الفرنسي اوشليك الذي يعمل لوكالة “اي بي 3 برس”. ورأى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان مقتل الصحفيين يثبت ان “على هذا النظام التنحي”، من جانبها، اعتبرت الولاياتالمتحدةالامريكية ان مقتل الصحفيين، الاميركية والفرنسي، يشكل “نموذجا جديدا على وحشية نظام” الرئيس السوري بشار الاسد. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند لوكالة فرانس برس إن هذا الحادث المأساوي يشكل نموذجا جديدا على الوحشية الوقحة، حسب وصفها، لنظام الاسد. وكولفن مراسلة كبيرة لصحيفة “صنداي تايمز” البريطانية، عُرِفَت بتغطيتها للاحداث في مناطق عدة من العالم تشهد نزاعات، ونالت جائزة افضل مراسلة في الخارج للعام 2010 في بريطانيا. أما ريمي فهو مصور لوكالة “اي بي3 برس” ومقرها باريس، غطى الكثير من الاحداث في باريس والنزاعات في العالم، ونشرت الصور التي التقطها في مجلتي باري ماتش وتايم وصحيفة وول ستريت جورنال، ونال جائزة وورلد برس 2012 عن تغطيته لاحداث ليبيا. ول”كولفن” و”أوشليك” خبرة في تغطية الثورات العربية في تونس، ومصر وليبيا، حيث تواجدا في هذه الدول لتغطية التغيير السياسي وما تبعه من نزاعات، الا انهما ودعا الربيع العربي في حمص السورية، والتي تتعرض لقصف من قِبَل جيش النظام السوري منذ ثلاثة أسابيع. (ا ف ب) | دمشق | واشنطن