اتفق المشاركون في ورشة عمل البرامج الإصلاحية المقدمة لرعاية السجناء على أهمية تنفيذ الاتفاقية الموقعة مؤخرًا لبناء 120مصنعًا وحاضنة؛ ليعمل بها آلاف السجناء في الرياض، على أن تعمم التجربة في مختلف المدن الأخرى. وشددوا على أهمية أن يعيش السجناء والمسنون والمعاقون بين ذويهم. ولفتوا إلى وجود معوقات أمام تطوير السجون، منها تداخل الأعمال بين بعض الإدارات، وأخرى تتعلق بالأنظمة والبنية التحتية للسجون. وكان وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخضيري افتتح أمس ورشة عمل البرامج الإصلاحية المقدمة لسجناء منطقة مكةالمكرمة بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة بإصلاح السجناء ورعاية المفرج عنهم وأسرهم بحضور مدير عام السجون اللواء علي بن حسين الحارثي ومدير عام التربية والتعليم بمنطقة مكةالمكرمة حامد السلمي. وافتتحت الورشة بكلمة لوكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيزبن عبدالله الخضيري قال فيها إن الورشة تأتي ضمن رؤية سمو أمير منطقة مكةالمكرمة لبناء الإنسان وتنمية المكان بمنطقة مكةالمكرمة. واكد الحرص على أن يعيش المسن والمعاق بين أهله في البيت واليوم نؤكد أن السجين يجب أن يكون بين أهله لانه من افراد المجتمع وما يمارس معه هو لتوعيته حتى يخرج أكثر جاهزية لأن يكون إنسانا صالحا عاملا في المجتمع. واعاد إلى الذاكرة توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز (رحمه الله) بأن يؤخذ تحفيظ القرآن الكريم كوسيلة لإصلاح السجين. وطالب أعضاء الورشة بالعمل على تحويل سجون مكةالمكرمة إلى نموذج عملي ايجابي تطبق عليها مخرجات الورشة خلال عام. وألقى مدير عام السجون اللواء علي بن حسين الحارثي كلمة قال فيها: «إن حق السجين علينا واجب وكبير، ولا بد أن نؤدي مسؤوليتنا في رعايته أفضل رعاية، فهو أخطأ وكلنا خطاء، ودورنا أن نعينه على تجاوز أخطائه وإصلاحها وتحقيق توبته ومن ثم العودة إلى المجتمع بفرد صالح منتج». وقال الحارثى حينما تكون القيادة ويكون القائد مميزا وقائدا ومستنيرا ومبدعا ومفكرا ومطورا فإننا سنجد أنفسنا نلهث ونتعب لنحقق هذه الطموحات والآمال وأعتقد أن هذا هو خالد الفيصل سيتعب معه من يريد أن يجاريه لتحقيق آماله وطموحاته. وقال ان المديرية العامة للسجون ترعى اكثر من 60 برنامجا سواءً تعليمية أو تدريبية أو تشغيلية أو ثقافية ورياضية وحينما نتحدث مع بعض الزملاء في المؤتمر العالمي للسجون ونقول إننا فتحنا المجال للدراسات الجامعية والدراسات العليا في السجون يستغربون أيما غرابة. واوضح أن السجون أنشأت اللجنة الوطنية لرعاية السجناء وأسرهم والمفرج عنهم ولها الآن 15فرعًا في المملكة في محاولة لإصلاح هذا الإنسان وأستشعر حقيقة أننا أمام رجال أوفياء لعملهم ومسؤوليتهم ووطنهم ولمواطنيهم. ولفت إلى وجود معوقات أمام تحقيق الهدف الإصلاحي للسجون منها ما يتعلق بالبنية التحتية للسجون وأخرى تتعلق بالأنظمة، إلى جانب معوقات التداخل بالأعمال مطالبًا في الوقت ذاته أن تضطلع كل وزارة بدورها في خدمة نزلاء السجناء إذ ان مسؤولية السجين تقع على عاتق الجميع كل في نطاق اختصاصه. ونحن كمسؤولين في السجون مهمتنا الحفاظ على الأمن ورعاية هذا الإنسان طبيًا أما بقية البرامج المتعددة فهى مسؤولية المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص وفي العام الماضي عقدنا اتفاقية مع هيئة المدن الصناعية وسلمناهم1×1كيلو من أرض الإصلاحية في مدينة الرياض ليبنى عليها 120مصنعًا وحاضنة ليعمل فيها جميع السجناء في الإصلاحية وقد انتهوا من التطوير وسنعمم ذلك في إصلاحية المنطقة الشرقية ومحافظة جدة والطائف وعسير. وألقت الدكتور منيرة العكاس المشرفة العامة على مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في منطقة مكةالمكرمة كلمة أكدت أن حلمها تحقق في أن تشهد مشاركة كل مؤسسات المجتمع المدني والحكومي في ورشة واحدة تحت مظلة إمارة منطقة مكةالمكرمة لخدمة السجناء ونزلاء الإصلاحية وأكدت أن إصلاح الإنسان وتعديل السلوك المنحرف ليس بالأمر السهل، إلا أنه ضرورة ملحة ويمثل أولى خطوات الانتقال إلى مجتمع معرفي وبالتالي إلى العالم الأول.