كشف المدير العام للسجون في المملكة اللواء علي الحارثي عن وجود معوقات أمام تحقيق الهدف الإصلاحي للسجون جراء البنية التحتية، والأنظمة، والتداخل، مطالباً كل وزارة بأداء دورها في خدمة نزلاء السجناء لأن مسؤولية السجين تقع على عاتق الجميع. وبين اللواء علي الحارثي في ورشة عمل موسعة أطلقتها إمارة منطقة مكةالمكرمة حول البرامج الإصلاحية ودورها في تقويم سلوك السجناء برعاية الأمير خالد الفيصل، وافتتحها وكيل إمارة المنطقة الدكتور عبدالعزيز الخضيري أمس، أنه يتم إنشاء أربع إصلاحيات حالياً، وسيجرى طرح مشروع إنشاء تسعة سجون في مناطق عدة قريباً، مشيراً إلى افتتاح قاعات جامعية داخل السجون ليتمكن السجناء من إكمال تعليمهم العالي. وأوضح مدير عام السجون أن منطقة مكةالمكرمة تحتاج إلى الكثير من التطوير والتحديث بما تمثله من مركز إسلامي يؤمه ملايين الناس سنوياً من كل بلدان العالم وثقافاته المتعددة، مضيفاً «إن حق السجين علينا واجب وكبير، ولابد أن نؤدي مسؤوليتنا في رعايته أفضل رعاية، فهو أخطأ وكلنا خطاؤون، ودورنا أن نعينه على تجاوز أخطائه وإصلاحها وتحقيق توبته ومن ثم العودة إلى المجتمع ليكون فرداً صالحاً منتجاً». وناقش ممثلو 40 جهة حكومية وأمنية وأكاديمية ومدنية مبادرة إمارة منطقة مكةالمكرمة لتطوير البرامج الإصلاحية المقدمة لنزلاء السجون والإصلاحيات في المنطقة، المتضمنة خمسة محاور تتمثل في تطوير وتقويم عمل البرامج الإصلاحية القائمة، وتحديد المعوقات الإجرائية، والبرامج الإصلاحية ودورها في تقويم سلوك السجين، والنظر في إمكانات تطوير بيئة العمل لهذه البرامج، ودراسة بناء أوقاف يعود ريعها لدعم مثل هذه البرامج، وإمكان مشاركة القطاع الخاص ورجال الأعمال في دعمها. ورأى وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز الخضيري أن قضية السجون والسجناء يقع عبؤها الأكبر على المجتمع أولاً، ومن ثم إدارات السجون خلال وجود النزيل فيها، مذكراً أن هذا العبء يحتم على الجميع رعاية السجين وأسرته وتوفير حاجاته ومتطلبات إصلاحه. وطالب الدكتور الخضيري من أعضاء الورشة العمل على تحويل سجون مكةالمكرمة إلى نموذج عملي إيجابي تطبق عليها مخرجات الورشة خلال عام، ويتم تطويرها من النواحي كافة، وتنطلق من تطويرها ونجاحها مسيرة تعميم النموذج إلى بقية سجون المنطقة. وتمنى وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة أن تكون هذه الجهود المبذولة في الورشة والجهود التي سبقت في الإعداد لها إضافة نوعية إلى الجهود السابقة المبذولة في هذا الشأن، لتكون في مجموعها نقلة مهمة في عمل البرامج الإصلاحية المقدمة للسجناء، والخروج منها بما يحقق رؤية أمير منطقة مكةالمكرمة. من جهتها، اعتبرت المشرفة العامة على مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في منطقة مكةالمكرمة الدكتور منيرة العكاس أن حلمها تحقق في أن تشهد مشاركة كل مؤسسات المجتمع المدني والحكومي في ورشة واحدة تحت مظلة إمارة منطقة مكةالمكرمة، موضحة أن إصلاح الإنسان وتعديل السلوك المنحرف ليس بالأمر السهل، إلا أنه ضرورة ملحة، ويمثل أولى خطوات الانتقال إلى مجتمع معرفي، وبالتالي إلى العالم الأول. النموذج السعودي تفوق على الغربي