دفع الاضطراب السياسي اليمن الى شفا أزمة انسانية تنافس تلك التي مرت بها منطقة القرن الإفريقي العام الماضي. وتؤكد الحقائق على الأرض أن فئة الأطفال الذين يشكلون الغالبية من الشعب اليمني هم الأكثر تأثراً بهذه الأزمة، وأن الصراع السياسي عمق معاناتهم بصورة كبيرة خلال الأشهر الماضية.وقال صندوق الأممالمتحدة للطفولة «يونيسيف» إن «57 في المئة من أطفال اليمن البالغ عددهم 12 مليونا يعانون من سوء تغذية مزمن، وهي أعلى نسبة لسوء التغذية المزمن على مستوى العالم بعد أفغانستان». وأكد ممثل الصندوق في اليمن جيرت كابيلاري إنه «في 2012، سيواجه ما يقدر بنحو 750 ألف طفل سوء تغذية حاد، وسيتعرض ثلثاهم لخطر الوفاة أو المعاناة من خلل جسماني أو ذهني مدى الحياة». واليوم، فإن قرابة ربع سكان اليمن، أي نحو سبعة ملايين، بحاجة ماسة الى الطعام. وقال أمين محمد، وهو أب لثمانية يعيشون في كوخ من حجرتين على مشارف العاصمة: «لا نستطيع شراء السكر أو الأرز أو الفول. آخر مرة تناول فيها أطفالي الدجاج كانت منذ أكثر من عام ونصف العام». وعلى غرار الكثير من الأسر تعيش عائلة محمد على الغلة والخضروات التي تزرعها في رقعة صغيرة من الأرض وراء منزلها. والمؤن المتوفرة لهذه الأسرة الآن ضئيلة جدا. ويقول محمد إنه «يتناول وجبة وحيدة في اليوم، وإن كل أطفاله ناموا بلا عشاء على مدى الأسبوع المنصرم». وقال وهو يضع طفله البالغ من العمر ستة أشهر على حجره: «أهم شيء في حياتنا الآن هو الطحين (الدقيق).. اذا فقدنا هذا سنتضور جوعا» وتزداد المشكلة تعقيدا بسبب سحب منظمات الإغاثة موظفيها من البلاد خوفا من تردي الأوضاع الأمنية، مما أوقف عشرات من مشاريع الرعاية الاجتماعية التي كان يعتمد عليها آلاف اليمنيين. وتقول المسؤولة الإعلامية لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن جورجيا وارنر إن «أسراً كثيرة الآن تنفق نصف دخلها الشهري على الخبز وحده». وقال الميتمي إن «شراء الماء النقي قد يستهلك 30 أو 40 في المئة المتبقية من دخل الأسرة».