* مؤسف هرطقة بعض القوميين العرب في فذلكتهم غير المبررة بأن سقوط النظام العلوي النصيري في سوريا سيؤدي (حتماً) إلى خلخلة المنطقة وإلى (تغول) إسرائيل وتفكك النسيج الوحدوي العربي وانهيار «المقاومة» ضد العدو الصهيوني. يقول أحد هؤلاء الهراطقة: «أما الحدود مع العدو المحتل لتلك الحدود وتحديداً في الجولان، فإن انهيار الدولة السورية سيكون كفيلاً بأن يتقدم العدو الإسرائيلي ليحتل مناطق سورية أخرى وهذا ما يطمح إليه تحت حجة حماية المصالح الإسرائيلية الحيوية في هضبة الجولان السورية المحتلة». * أقسم بالله العظيم أنني أتمنى لو أن هكذا وصف كان حقيقياً.. ولو أن الجولان المحتلة حالياً شهدت مقاومة سورية شرسة للاحتلال الإسرائيلي.. ولو أن الدبابات السورية والطائرات، الميج وغيرها، والجيش العربي السوري يقاومون الاحتلال ويطردونه من أراضيهم المحتلة.. لتغنيت ورقصت فهذا أمل كل عربي مخلص بل وكل مسلم من أقصى الأرض إلى أقصاها. لكن الواقع المعاش منذ حرب عام 1973م يؤكد أنه لم تشهد جبهة مع العدو الإسرائيلي هدوءاً كما تشهده الجولان فرغم عربدة إسرائيل وتخطيها كل الحدود بما فيها قصف الأراضي السورية لم تنطلق رصاصة واحدة من أي من أسلحة الجيش العربي السوري. * لكن عندما هب أبناء الشعب السوري للمطالبة بحقوقهم الإنسانية المشروعة انقضّت عليهم الآلة العسكرية السورية بكل جبروتها تدمر وتسحق المساجد والمنائر والكنائس والأسواق، النساء والشيوخ والأطفال، فتحول الجيش العربي السوري من ممانع لإسرائيل إلى مدمر لأبناء شعبه وممانع فعلي لمنحهم حق الحياة وتحولت سورية «الأسد» إلى قاتلة للأطفال مثلها مثل إسرائيل غير أن إسرائيل تقتل الأطفال الفلسطينيين بينما الجيش العربي السوري يقتل الأطفال السوريين. هذه السوريالية التي يسعى إليها بعض القوميين العرب في التشويش على الذهنية العربية لم تعد مقبولة في ظل الصوت والصورة الحية التي تنقلها التقنية الحديثة بدون رتوش وكفى «مسخرة».