أعترف بأني مازلت متأخرًا تكنولوجيًا بفارق زمني ليس بالبسيط ولا الهين، مع أن غيري ومن هم أكبر مني سنًا يتعامل مع الأجهزة الحديثة بكل طلاقة وترحابة وسعة صدر. في إحدى زياراتي ل «مصر» أم الدنيا سألني أحدهم ممن ينتمون إلى الإخوان المسلمين، بينما كنت وقتها غارقًا في قراءة «الجورنال» وأتلذذ بين وقت وآخر برشفة من فنجان «القهوة»، لماذا تحرّمون الرياضة على البنات في المدارس؟! قلت لِمَ هذا السؤال وفي هذا الوقت بالتحديد؟! فأشار إلى المانشت في أعلى الصفحة بجريدة الجزيرة (وزير التربية والتعليم: قريبًا سننقل رياضة النساء من الشوارع إلى المدارس) وأردف قائلًا: إن الرياضة أباحها الإسلام بل وشجع عليها بشرط أنها لا تُلهي عن عبادات ولا تؤدي إلى معصيات. ومن ذلك ممارسة المرأة الرياضة، فإنها في الأصل مباحة لكن بضوابط، كأن لا يكون بها اختلاط مع الرجال، أو كشف للعورات، أما لو مارست المرأة الرياضة بين نساء مثلها في مكان مغلق خاص بهن فليس في ذلك شيء، وكان عليه الصلاة والسلام يسابق زوجته عائشة رضي الله عنها فتسبقه تارة ويسبقها تارة أخرى، من أنتم لتأتوا بعد ذلك وتحرمونها!! فقاطعته وكلي ثقة بأني سوف أقيم عليه الحجة مستخدمًا فتوى الشيخ عبدالكريم الخضير عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة للإفتاء والتي أحفظها عن ظهر قلب فقلت: (الذي لا أشك فيه أن ممارسة الرياضة في المدارس بالنسبة للبنات حرام، نظرًا لما تجر إليه من مفاسد لا تخفى على ذي لب، ولا تجوز المطالبة بها فضلًا عن إقرارها) فنظر لي نظرة كلها احتقار واشمئزاز وقال لي وهو يغادر المكان باستهزاء «ذي لب» ولا «ذي سوداني» (الفصفص واللوز باللهجة المصرية). ما يعنيني وغيري من هذه الحادثة وتمثلًا بالآية الكريمة: (واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) هل لنا أن نسأل بكل هدوء دون انفعال عن الحكمة من تحريم رياضة البنات في المدارس طالما أنهن يمارسنها في مكان خاص بهن ويرتدين لباسًا لا يفضح أو يجسد عورتهن أي باختصار يتقيدن بالضوابط الشرعية!! هل من مجيب؟!. فاكس: 6602228 02