يوم الجمعة تتألق الروح وتترفع عن مشاغل الدنيا في محاولة للوصول إلى السمو والرفعة والطمأنينة.. وفي محاولة للبحث عن برنامج أتابعه بعد صلاة الجمعة؛ أكرمني الله بمتابعة المغردين في عالم التويتر لأجد أمامي تغريدة للدكتور محمد العوضي يلفت الأنظار لموعد برنامجه (زدني علما) على قناة الراي الكويتية، ولم يخب ظني أبدًا في أن الوقت الذي ستقضيه أسرتي في متابعة هذا المُفكِّر والباحث الجليل سيكون ثريًا نافعًا يزيدنا ايمانًا وعلمًا، ورحم الله -الدكتور مصطفى محمود- رائد العلم والإيمان في عالمنا العربي عبر برنامجه المشهور. أعود للدكتور العوضي الذي اتخذ من الدكتور البروفيسور صبري الدمرداش صديقًا له، وأنعم بها من صداقة جمعت بينهما من برنامج بيني وبينكم الرمضاني إلى هذا البرنامج زدني علما. كان موضوع الحلقة عن الانفجار العظيم -والتي أطلق عليها البروفيسور لفظًا قرآنيًا ألا وهو الفتق العظيم- ولحظات تكوّن الكون وبداية النشأة الأولى، ولي وقفات مع ما ورد في هذه الحلقة: العوضي والدمرداش حلّقا بنا إلى ملكوت السموات، ونطق الدمرداش بأرقام خيالية لا يعرف مداها العقل البشري، حتى إذا عجز سمّاها إلى ما لا نهاية، فالأرقام تعظم ثم تؤول قيمتها إلى عالم لا متناهي سالبًا أو موجبًا كما تعلمنا في علم الرياضيات. تحدث الدكتور عن الثقوب السوداء وما يطلق عليه مقبرة الكواكب والنجوم في الفضاء والتي تنبئ بأن لكل شيء بداية ونهاية، فأين أنت أيها الإنسان؟ معلومات كثيرة وردت في الحلقة وما ميزها أسلوب العوضي في الحوار. وقفة مع أسلوب التشويق الذي اتبعه العالمان في التحدث عن قانون يُدرَّس في مدارسنا العربية إلى اليوم، وهو مخالف للعقيدة والمنطق والعلم ولا نعلم لماذا يُدرَّس؟ لم يذكر هذا القانون في تلك الحلقة، وعدت بذاكرتي إلى مناهج العلوم التي كنت أدرسها في المرحلة المتوسطة، وتذكّرت قانون حفظ الطاقة وقلت في نفسي إنه هو المقصود وبالفعل في الحلقة التي تليها تم الإفصاح عن هدم هذه المسلّمة العلمية التي تدّعي (أن المادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم).. كنت أقول لطالباتي أن الله عز وجل خلق كل شيء من عدم وسينتهي كل شيء في هذا الكون عندما تقوم الساعة، هذا القانون له حدود بشرية ولكنه لا ينطبق على خلق الكون. وها هو الدكتور الدمرداش يريح عقلي من أن هذه المسلّمة غير صحيحة لأنها ترجع إلى تاريخ قديم في عصر لا يعترف بالإيمان واختلط فيه الحق بالباطل. أقول سبحانك ربي ما أعظمك وما أجلك وما أكرمك وما أقدسك، علمنا قاصر، وحدك أنت علام الغيوب (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا). وقفتي الأخيرة أقول فيها لكل من حمل على عاتقه أمانة الكلمة والحرف، احفظوا ألسنتكم وكلماتكم، ولا تخوضوا فيما يغضب الله تعالى أو يثير عداوة أو بغضاء، فوالله ما لهذا خلقنا، وليحاسب كُلٌّ نفسه، وليترفع عن سفاسف الأمور. فهل يعي المغردون في تويتر ما أعني، كفانا تضييعًا لشبابنا في مهاترات لا طائل منها، وليكن في قوم اشتغلوا بالفكر والبحث والتأمل في ملكوت السموات والأرض عبرة وآية، لنحذو حذوهم في الصالح من أعمالهم. شكرًا مداد الكلمات والأحرف دكتور محمد العوضي، لا حرمنا الله من علمكم وبرامجكم المميزة، ودمتم مغردين في سماء الخليج العربي، وتحية من القلب للكويت الحبيبة وشعبها الشقيق.