نجح السلوفيني ماتياج كيك مدرب فريق الاتحاد في نسج خطة رحيله عن الفريق الاتحادي بإحكام، واقتربت هذه الخطة من تحقيق نتائجها، وأصبح المدرب قريبًا جدا من الرحيل، وتؤكد مصادر قريبة من صناع القرار داخل الاتحاد أن الاستغناء عنه سيصدر خلال أيام، لكن الإدارة تتمهل حتى بعد مباراة الشباب المقررة غدًا الخميس أو إلى فترة التوقف المقررة قريبًا في دوري زين السعودي للمحترفين، على أقصى تقدير، بمناسبة استعدادات الأخضر لمباراة أستراليا المرتقبة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014، على أن تؤول القيادة الفنية لفريق الاتحاد إلى المدرب المؤقت السابق عبدالله غراب، وحتى نهاية الموسم. نظرة عابرة على وجه السلوفيني ماتياج كيك، تكفيك، لتتأكد أن عمر هذا الرجل قصير جدا في الاتحاد، فمن الوهلة الأولى تلمح شروداً في نظراته أو عدم مبالاة، يكشف عن حالة من «القرف» أو «الزهق»، أصيب بها حتى قبل أن يبدأ، وتشخيص هذه الحالة يقودك إلى دهاليز ومتاهات، بدلا من أن يهديك إلى إجابة شافية عن سر أسباب هذه الحالة. وخطة «التطفيش» الهروب التي بدأ كيك في وضعها وتنيفذها باقتدار، بدأت بالسباحة ضد التيار، ليشكل صداعًا في رأس الإدارة، وينزع الانسجام من منظومة العمل، وتكون النتيجة تفتيت الجهود، وتردي النتائج، لتتقلص الخيارات أمامها، وتجد نفسها في نهاية المطاف أمام خيار وحيد، باستصدار قرار الاستغناء عن المدرب. واختار المدرب- بذكاء يحسد عليه- المؤتمرات الصحفية، وعقب المباريات، ليعلن أمام مراسلي الصحف وممثلي الإعلام، تنصله من قرارات أصدرتها الإدارة، عندما أعلن عقب الخروج من كأس ولي العهد على يد الهلال بالخسارة 2/0، إنه غير مسؤول عن رحيل البرازيلي ويندل إلى الشباب، وكان يتمنى أن يستمر ويندل في هذه الفترة، التي يعاني فيها الفريق من غيابات أبرز لاعبيه، بالإضافة إلى وجود بعض الإصابات. واعتقد كثيرون أن الرجل عبر عن وجهة نظر، ومرت وانتهت .. لكن قرار الاستغناء عن صالح الصقري ومناف أبو شقير، جاء ليضرب العلاقة بين المدرب والإدارة في الصميم، ويكشف حالة التنافر بين الطرفين، بل أكد أن المدرب أصبح يمثل إزعاجًا وصداعًا في رأس الإدارة، حين أعلن صراحة وعلى الملأ من الإعلاميين «أن قرار استبعاد أبوشقير والصقري إداري بحت ولا علاقة له به، في ظل حاجاته لكل لاعب في هذه الفترة». فجرت هذه التصريحات حالة من الغليان فور وصولها إلى الرئيس، واستدعى المدرب من اللقاء مع الصحفيين مباشرة إلى غرفة مكتبه، ودار بينهما حديث تعالت فيه الأصوات، وخرج بعده الرئيس للصحفيين، ليعلن لهم - في محاولة لتلطيف الأجواء- أن قرار الاستغناء عن الثنائي الاتحادي، كان إداريًا وفنيًا ومشتركًا بين الإدارة والمدرب. ثم حاول الرئيس أن يخفف من حدة الأزمة أو الصداع -إن صح التعبير- الذي يشكله المدرب في رأس الإدارة، وقال «إن إنجليزية المدرب ضعيفة، مما يجعل عملية التواصل معه صعبة، وهذا التواصل الصعب- على حد وصف الرئيس- سبب كل التضارب بين ما يعلنه المدرب وما تقرره الإدارة. محاولة الرئيس، باتهام «إنجليزية المدرب الضعيفة» بالمسؤولية عن التضارب بين الطرفين، لم تفلح كثيرًا في تلطيف الأجواء، بل عجلت بصياغة قرار يتم تحضيره حاليًا للإعلان عنه خلال أيام، بالاستغناء عن كيك وإعادة عبدالله غراب مكانه مؤقتًا لنهاية الموسم. سجل الاتحاد مع كيك، استمر 45 يومًا حتى اليوم الأربعاء، فاز مرتين فقط على الأنصار والفيصلي، وتعادل مع نجران وخسر من التعاون والفتح والاتفاق في الدوري ومن الهلال في كأس ولي العهد.. ويعتقد الاتحاديون أن هذا أسوأ سجل للاتحاد مع مدرب خلال 45 يومًا فقط. ولا ينافسه في ذلك سوى ريفاز الجورجي، والألماني هوهر.