** بداية.. كيف لنا ان نتخلص من معاناتنا اليومية في اللهث وراء هذه الفانية؟ ومتى تستريح الضمائر.. وتهدأ النفوس على فلذات الأكباد الذين توقفت عجلة الاستمرارية لديهم عند بوابة الخدمة المدنية؟ ومن هو المسئول عن ضياعهم وانزوائهم خلف الجدران الى أن يصيبهم الوهن والخنوع وضياع المفاهيم المرتبطة بالفكر؟..إنها بحق مشكلة اجتماعية تصيب الأجيال بالموت البطئ.. وتتغلغل الى بعض العقول المهترئة بأن ذلك واقع لابد من السير فيه. * نلتفت يمنة ويسرة لنستمع الى همسات العاطلين على الأرصفة. وفي المقاهي. * نغرق الى آذاننا في البحث عن «واسطة» لتسجيل طالب في جامعة او مريض لدخول مستشفى. * نستشف بريق الأمل في صورة إعلان.. للسعوديين فقط. * نكتشف لاحقاً ان زعيم فرقة «شو.. بدك» هو المسؤول عن العمل وتحديد الراتب لأنه ببساطة يعلم «هيك بدها البلد»!! * نعلق مجمل قضايانا على الروتين ونحن أول من ابتدعه. * نضع أعصابنا في ثلاجة وأفكارنا في غسالة لنعصرها بتجارب الآخرين وتخرج فقعات هوائية سرعان ما تختفي.. * ندرك ان اللعب مع الكبار حرام.. ومع الصغار مذلة.. ومع تجار البلد.. انتحار..!! * نخفي وجوهنا خلف أقنعة لامعة ضد الحرارة والرطوبة. * نصيح ونولول على ماض تليد وما بناه الأجداد.. تهدمه المحسوبية.. * ننفخ في أبواق جوفاء عل المسؤول يسمع.. والمدير ينفع.. والاداري يجمع كل القرارات في سلة المهملات. * نتساءل بحرقة.. وزفرة.. أيعقل أن شاباً جامعياً يلقي بسنوات علمه في مزبلة حلقة الخضار؟! * نتناسى دوما أننا السبب الأول في كل ما سبق. * نشهق في الرمق الأخير من خططنا.. آه.. آه.. ليتنا لم نفعل كل ما سبق. * نخرج من الدنيا بفيزا نهائية مع توصية بإغلاق الملف لأننا ببساطة تحدثنا عن حقوق مشروعة في العمل والاستقرار. * نجامل المسؤول فلان والخفير زعطان تنفيذاً لمقولة «امسك لي.. وأقطع لك». * نبقى حائرين بعد كل ذلك في استفهام السؤال العالق منذ الأزل.. لماذا هي عروقنا خضراء.. ودماؤنا حمراء.. وبشرتنا سمراء؟! ولأن الجواب يصعب البوح به فعلينا أن نفرز تلك الألوان لنحصل على النتيجة دون أدنى مسؤولية على أحد.. أكيد خبصت أمها.. ياستار استر.