ما ينصّ عليه كُود البناء السعودي، والمواصفات المُصنّفة كمرجع عالمي معتمد، مثل الأمريكية والبريطانية والألمانية، بل وحتى ما تنصّ عليه المواصفات البنغلاديشية، عن هندسة حفريات الشوارع، يختلف عمّا يجري في جدّة!. أيّ كُود ومواصفة –أصلاً- تفترض ألاّ تكون هناك حفريات في الشوارع بعد سفلتتها، إلاّ في الشديد القوي، وهذا الشديد القوي يعني مرّة كلّ 10 سنوات.. مثلاً، وليس كما يحصل في جدّة، تُدفن بعضُ خدمات البُنية الأساسية من مياه وكهرباء وغيرها، بجودة رديئة، وتُسفلت الشوارع فوقها اليوم، ثمّ تُحفر غداً.. للصيانة!. لكن على فرض أنّ الحفريات الكثيرة هي إجراء طبيعي، فهل تُسدُّ صَحْ؟ هذا هو السؤال، أمّا الجواب فرأيته مؤخراً بعيني في أحد الأحياء، إذ تُرْدم بإهالة التراب على كامل عمقها دُفعةً وطبقةً واحدة، دون دكّ آلي، وليس حسب الكُود والمواصفات، أي على طبقات، كلّ طبقة لا تتجاوز 25 سنتيمتراً، مع رشّ كلٍ منها بالمياه، ودكّها جيداً لتقوى وتتماسك وتتحمّل الأسفلت ومرور السيارات!. وعلى هذا فلا عجب أن يُخسف بالأسفلت على رؤوس الحفريات والخدمات، كما خُسِف بقارون وداره زمن النبيّ موسى عليه السلام، ولا عجب أن تصبح شوارع جدّة شبكة من المرتفعات والمنخفضات والأفخاخ والمطبّات!. هكذا حفريات، إذا دُفِنت فيها خدمات رديئة، ورُدِمت بالغِش، ورُقِّعَت سفلتتها، هي قصص فساد لبعض الشركات، ولأن الفعل يدل على الفاعل، فماذا تريد هيئة مكافحة الفساد دليلاً أقوى من هذا لتكفش من خرّبوا الشوارع تخريب الجراد؟!. T_algashgari @ تويتر