ميزانية الخدمات البلدية لهذا العام= 29 مليار ريال، ولا أريد جمْعَها مع ميزانيات ال10 سنوات الماضية لأنني بليد في الحسابات الفلكية، لكني أتساءل: ماذا كان نصيب حارتنا من المجموع الكُلّي؟. والله، لا أذكر آخر مرّة سفلتت فيها البلدية شوارع حارتنا الفرعية، وأظنها سفلتتها قبل ال10 سنوات لأنّ فيها أسفلتاً، لكنّه سخيف لا سميك، رمادي لا أسود، خشن لا ناعم، مُدبّب لا أملس، وتظهر عليه خرائط حفريات مسارات المياه والكهرباء والتلفونات، إمّا تعلو منسوبه بِشِِِبْريْن أو تنخفض عنه بأربعة أشْبار، ولا رصيف للشوارع إلاّ ما أنشأه السُكّان، وكذلك المزروعات، ولا ملاعب للأطفال والشباب إلاّ الأسفلت نفسه، أسمع كلّ يوم صياح أحدهم، ومن نوع الصيحة أعرف إذا كُسِرت عظامه أم جُرِح أم دهسته سيارة، ويقذفون بالكرة إلى أسطح البيوت فيُوقظون أصحابها من النوم ليردّوها لهم، وأعمدة الإنارة تُضيء أسبوعاً وتنطفئ شهوراً، والمسافة لأقرب حديقة عائلية تحتاج لقطار مثل قطار المشاعر، ومؤخراً بُنيت في حارتنا مدرسة، متوسّطة في الصباح وابتدائية بين الظهر والعصر، بلا موقف سيارة واحد، فيتضارب السُكّان يومياً مع منسوبيها وطُلاّبها وذويهم وسائقيهم لسطْوهِم على المواقف، ولا يحلّ المشكلة غالباً سوى العمدة أو الشرطة، وأمنيتي قبل الموت هي رؤية معالي الأمين يزور حارتنا لحلّ مشاكلها الكثيرة، وطبعاً بلا كاميرات أو بروبجندا إعلامية!. مهلاً، لا تستعجلوا، فلم أفرغ من المقال، فحارتنا ليست الوحيدة، فهناك مثلها آلاف الحارات في أنحاء المملكة، هكذا كان نصيبها من مجموع الميزانيات الفلكي، فهل ستستفيد من ال29 مليار لهذه السنة؟ سنة تخلص وخبر يبان!! T_algashgari @ تويتر [email protected]