أتابع منذ فترة أخبار فضيلة الشيخ الطبيب الداعية الكويتي الدكتور عبدالرحمن السميط الذي يصارع المرض، وآخرها شائعة وفاته. وهو رجل يُعتبر بحق «أحد فرسان العصر» وصفه محبوه بأنه «رجل بأمة». ورغم أن الموت حق على كل مسلم، إلا أننا نتمنى أن تكون شائعة وفاته غير صحيحة. وهذه بعض إنجازاته: - أسلم على يده ثمانية ملايين ونصف مليون شخص في المناطق التي يعمل بها في ثلاثين عاماً. - أنشأ 6000 مسجد. - حفر 9500 بئر. - أنشأ 840 مدرسة وجامعات يدرس فيها نصف مليون طالب معدم فقير. - بنى 164 مستشفى ومستوصفا، كما أقام مراكز إسلامية يستفيد منها أربعة ملايين ونصف مليون شخص و... و... و... *** لقد كتبت في 11/12/2008 مقال عن نشاطاته الدعوية بعنوان: «دعوة وداعية»، تشرفت بعدها بتلقي رسالة منه استهلها بتأكيده على أنه لا قيمة لدين يقبع في القلب، ولا ينتج عنه عمل يفيد الأمة، ويغير من حياة بعض الناس. ويرى الشيخ عبدالرحمن السميط «أن أكبر العوائق أمام الدعوة في إفريقيا ليسوا هم المخالفين من النصارى وغيرهم ولكن بعض شبابنا الذين لا يفقهون فقه الواقع ولا فقه الدعوة رغم أنهم يعرفون الكثير من فقه الحيض والنفاس».. ويقول: - أليس من منغصات الحياة أن يأتي شاب من هذه الأرض الطيبة ويترجم فتوى لشيخ فاضل تنهى عن إخراج العين من النقاب ويطبعها على ورق صقيل ملون حيث الكثير من النساء في جمهورية غينيا بيساو في القرى يخرجن عاريات تماماً؟! - أليس من المؤلم أن ترى شاباً يترجم كتاباً في دولة غربية يدعو فيه إلى استتابة النصراني ثلاثة أيام فإذا رفض يجب أن يقتل، ويوزع هذا الكتاب في السجون؟! - إن قلبي يحترق ألما، وأنا أرى المآسي التي يسببها بعض هؤلاء الشباب، وبعضهم رأيته فيما بعد، وقد قص لحيته وترك صلاته، يضع يده في يد فتاة شقراء ذات عيون زرقاء. - ويؤكد أخيراً على "أننا بحاجة إلى نشر فقه الأولويات ونشر عقيدة الحب والتسامح التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي زار جاره الغلام اليهودي عندما مرض، ومات ودرعه مرهونة عند يهودي، وكان إذا أراد انتقاد البعض يقول ما بال الناس". *** لقد شدني إلى الشيخ الداعية أسلوبه الدعوي المميز، وتواضعه الجم. فلم يعمد الدكتور عبدالرحمن السميط إلى تكفير المجتمعات التي تخالفنا في الفكر والمعتقد، بل عمل من داخلها، بجهد وصبر وإيمان، لإيصال دعوة الإسلام بالصبر والحكمة والموعظة الحسنة، فحصد قلوب الملايين. بينما يعمل دعاة آخرون إلى محاربة حتى أبناء جلدتهم، فلا يحصدون إلاَّ الكره، والضغينة، وتشويه وجه الإسلام السمح. فاللهم اشفِ شيخنا الجليل عبدالرحمن السميط واجبر خاطرنا وخاطر أهله ومحبيه فيه. نافذة صغيرة: (إنني أقل شأنا من أن تكتبوا عني، ولا حول ولا قوة إلا بالله).. من رسالة الشيخ السميط للكاتب.